الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الذكاء التركي.. الإعلام العمومي المغربي تحوّل إلى "خادم" للترويج لسياحة واقتصاد وثقافة تركيا

 
عبد الواحد زيات

تركيا تربح كثيرا من المغرب.. تربح ترويج أفلامها واقتصادها وسياحتها من خلال مسلسلات تدخل إلى جميع بيوت المغاربة، صباحا ومساء وليلا، حتى صارت قنواتنا المغربية وكأنها قنوات تركية وليست مغربية، مسلسلات تبقى سنوات، في اعتقاد من صناع القرار في الإعلام العمومي أنهم يقدمون خدمة للمشاهد المغربي، والواقع أنه الخراب في ترسيخ الثقافة التركية في عقلية وذهنية المغاربة، وفي ترسيخ ثقافة الاستهلاك المغربي للبضاعة التركية والصناعة التركية، ففي كل لقطة من المسلسلات، يتم تسويق الكثير من الأماكن السياحية لبلد تركيا!

فتصبح تركيا الرابح الأكبر من دون أن تدفع ثمن إعلان إشهاري لسياحتها أو اقتصادها أو ثقافتها، لأن كل شيء يقدم في الإعلام العمومي بالمجان، فيصير الإعلام العمومي هو من يدفع للشركات الإنتاجية للأفلام والمسلسلات التي صار المشاهد المغربي يتابع بتفاصيل الكثير من قصص الأفلام ويتأثر بها.

الحكومة والبرلمان والإعلام العمومي المغربي تشترك جميعا، عن قصد أو عن غير قصد، في منح دولة تركيا الكثير من الأرباح.
هل تركيا تقوم باقتناء إنتاجات مغربية، أفلامًا أو مسلسلاتٍ، هل الإعلام التركي فيه مساحة لترويج لثقافة المغربية والسياحة المغربية تكون نظير حجم الهدايا، التي يمنحها المغرب إلى تركيا؟!

إنه الغباء السياسي والعبث الإعلامي أن يصير الإنتاج التركي مسيطرا على مساحة كبيرة من الإعلام المغربي العمومي، فيصير المشاهد المغربي يعيش الاغتراب في بلده، وفي إعلامه العمومي!

هل تعتقدون أن استعمال اللهجة المغربية، في إطار الدبلجة، تصنعون إنجازا؟ بل تساهمون أكثر في خلق هوة أكبر بين الثقافة التركية والمغربية، وفي منح بلد تركيا الامتياز في تحقيق الأرباح على جميع الأصعدة...

الذكاء التركي استطاع أن يسيطر على الإعلام العمومي المغربي.. والإعلام العمومي يدفع الثمن بالعملة الصعبة، ويدفع الثمن أكثر وأكثر لأنه صار إعلاما عبارة عن ملحقة للإعلام التركي...