الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
المرحوم الدكتور حسن المنيعي

رحيل حسن المنيعي مؤسس الدرس المسرحي بالجامعة المغربية خسارة كبيرة للوطن للعربي

 
إسماعيل بوقاسم
 
انتقل إلى عفو الله، الكاتب المغربي الدكتور حسن المنيعي، عن سن يناهز 79 عاما. وهو متخصص في مجال المسرح والنقد الأدبي، مخلفا وراءه رزمة من الإنتاجات الفكرية والأدبية والفنية، عززت رصيد الخزانة الوطنية.
وقد لقبته النخبة المثقفة من تلامذته ومجايليه، من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والفني بالوطن العربي، بـ "مؤطر الأجيال"، قياسا بخدماته الجليلة ونفسه الطويل في تتبيث معاول البحث والمعرفة، ودوره الريادي في التأسيس للدرس المسرحي بجامعات المملكة.
ولد الفقيد حسن المنيعي بالمدينة الإسماعيلية، مكناس، سنة1941. تابع دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وحصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1961 وعلى شهادة الدروس المعمقة في الأدب المقارن عام 1963.
انطلق عداد علاقته بالنشر منذ سنة 1963 بصحف ومحلات مغربية وعربية، ضمنها: "العلم والاتحاد الاشتراكي وأيضا الأقلام (العراق)، الآداب (لبنان)، وغيرهم كثير". كما التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1968، وواصل الراحل مسيرته العلمية، بانتقاله للدراسة والتحصيل بفرنسا، حيث التحق لإتمام السلك الثالث بجامعة السوربون سنة 1970، وواصل مسيرته حتى حصوله على شهادة الدكتوراة سنة 1983.
بالإضافة إلى هذا الزخم، التحق المرحوم المنيعي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس فترة السبعينيات، وكان من بين مؤسسي أحد صروح التعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب، وهي ثاني أقدم جامعة مغربية حديثة، بعد جامعة محمد الخامس. كما تخرج على يديه عدد من الأساتذة الباحثين المبرزين في مختلف مناحي البحث في مجالات الثقافة المختلفة. واشتغل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس (ظهر المهراز).
الدكتور حسن المنيعي، الذي وافته المنية يوم 13 نونبر 2020، بعد أزمة صحية، لم ينفع معها علاج، يُعد عن جدارة واستحقاق أحد أبرز أعمدة المسرح المغربي، المتخصصين في الانتاجات الأدبية في المسرح والنقد المسرحي، حيث تألق في البحث العلمي المسرحي، وأيضا في الكتابة الدرامية، وترك وراءه رصيدا معرفيا مهما في هذا الباب، أهمه: "أبحاث في المسرح المغربي، التراجيديا كنموذج - هنا المسرح العربي، هنا بعض تجلياته، المسرح والارتجال، المسرح المغربي، من التأسيس إلى صناعة الفرجة، المسرح والسيميولوجيا، الجسد في المسرح…".
كما أنه مؤسس درس النقد الروائي في جامعة فاس. ودروسه في النقد الروائي كانت وما تزال تشكل مرجعا لعدد من الباحثين والطلبة في هذا المجال.