للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
من شاهد العرض الرسمي لمسرحية "كلام الليل" لفرقة فضاء القرية للإبداع، في المسرح الكبير بن امسيك، سيخلص إلى أن المسرح المغربي، رغم كل الإكراهات والمطبات والضربات، ما يزال بخير، وأنه لا يحتاج فقط إلا إلى الصدق والجرأة والعمق والبحث والاجتهاد
شخصية "عباس" قدّمها، باقتدار وبأداء رفيع، الفنان المبدع والصحافي اللامع حسن عين الحياة، الذي أقنع في أدائه، فنال اقتناع الجمهور، حيث أظهر طاقة هائلة في الحركة والتحرك والتفاعل مع شخوص المسرحية، وفي الحوار، الذي اختاره المؤلف فصيحا في ثلثي المسرحية ودارجيا في الثلث المتبقي
مسرحية "كلام الليل" عرض فني ساخر بحمولة تراجيدية، يجمع النقيضين: منفتح على الماضي الأليم، في أفق التطبيع معه، كنوع من المصالحة مع سنوات الجمر والرصاص، ومفتوح على ليالي التفكه والأنس في بعدها الخمري، لكن دون مغالاة في العزف على تيمة الجسد أو السقوط في "التعبير المباشر"
ثمة هفوات تتعلّق بالإضاءة لدي اعتقاد أنه سيجري تجاوزها، لتبقى مسرحية "كلام الليل" عرضا ماتعا ومتكاملا، سافر بنا إلى عوالم بهيّة من زمن مسرح الهواة في عنفوانه الفكري الباذخ، وأتطلّع إلى توسيع الترويج له بمشاركات وطنية وعربية وستكون تمثيليته مُشرّفة للمغرب وللمسرح المغربي
المقال السابق