الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
المتهم الرئيسي بالقتل مستدرجا الطفل الضحية وعلى اليسار المنزل مسرح الجريمة

آخر مستجدات جريمة طنجة.. هكذا سقط المتهم بالقتل في قبضة الأمن واعتُقل شركاؤه الثلاثة في السكن

 
جلال مدني
 
وضعت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة مختطف الطفل عندنان، الذي ظهر في كاميرات المراقبة، تحت الحراسة النظرية قيد تعميق التحقيق باعتباره المتهم الرئيسي في جريمة قتل الطفل عدنان، كما اعتقلت ثلاثة أشخاص آخرين، كانوا يكترون معه السكن، حيث يجري التحقيق معهم حاليا لمعرفة حدود صلتهم بالجريمة الوحشية، التي أودت بحياة طفل بريء لا يتعدى عمره 11 سنة...
 
 
وحسب مصادر موقع "الغد 24"، تتضارب التصريحات حول حدود صلة الموقوفين الثلاثة بالجريمة، وما إذا كانوا مشاركين فيها مباشرة، أم أنهم فقط سيواجِهون تهما تتعلق بعدم التبليغ عن جريمة اختطاف الضحية رغم علمهم المفترض بها، وكذا التستر على تعريض الضحية لاعتداء جنسي قبل قتله خنقا.
 
وتؤكد المصادر ذاتها أن المتهمين الأربعة، الذين يكترون نفس المحل السكني، غير مكتمل البناء، يتحدرون جميعهم من مدينة القصر الكبير، ويعملون جميعا في المنطقة الصناعية، مبرزين أن المتهم الرئيسي، الذي ظهر في الفيديوهات مستدرجا الطفل عدنان، قدم إلى طنجة منذ 11 شهرا، في حين لم يمر على كرائهم السكن المذكور سوى 20 يوما، ما جعل الجيران لا يتعرفون على المختطف حين نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق تصريحات عدد من سكان الحي الذي وقعت فيه الجريمة، واستمع إليها موقع "الغد 24"، وتقدم تفاصيل مهمة على الطريقة، التي سقط فيها المتهم الرئيسي في قبضة الأمن...

وقال حارس العمارة، المقابلة للمسكن، الذي وقعت فيه الجريمة، أن عناصر الأمن، الذين كانوا يقومون بعمليات مسح للمكان، الذي شوهد فيه الطفل عدنان مع المختطف، والبحث عن كاميرات المراقبة الموجودة، وفحصها...

وخلال فحص إحدى الكاميرات، التي أرشدهم إليها حارس العمارة، تبين أن المختطف كان يستدرج الطفل ومروا بالقرب من المكان، دون أن يدخل إلى العمارة، ربما لأنه لاحظ وجود شاهد أو شهود ما، فانتقل إلى مكان آخر قبل أن يظهر من جديد بعد عشر دقائق، ويمر من أحد الأزقة وتختفي صورته...

ونظرا لعدم استكمال الصورة بوضوح، بقيت الشكوك تنتاب عناصر الأمن، إذ ظلا يمسحان المكان على مدى يومي الأربعاء والخميس، ولاحظا كاميرا مراقبة موجودة على مقربة من المكان، مثبتة على كراج مقابل للزنقة، التي يوجد بها سكن المختطف... وظلوا يجرون الاتصالات، بحكم عدم توفر حارس العمارة على مفاتيح الكراج، إلى حين الاتصال بسانديك العمارة، الذي سلمهم تسجيل الكاميرا التي وجدوا فيها كل شيء...
 
هذه الكاميرا رصدت دخول المختطف والطفل إلى الزنقة، وعندما وصلا إلى المنزل وفتح المختطف الباب، بقي الطفل عدنان خارجا، قبل أن يعود المختطف ويُدخل الطفل إلى البيت...
 
وعندما أرخى الليل سدوله، رصدت كاميرا المراقبة خروج الشخص المختطف يحمل الطفل القتيل، بعدما لفّه بغطاء حتى لا ينكشف أمره...
 
وعندما انتشرت صورة المتهم الرئيسي برفقة الطفل الضحية عدنان على وسائل التواصل الاجتماعي، قام بحلق لحيته وشعر رأسه...
 
ولذلك، تقول تصريحات السكان، التي استمع إليها موقع "الغد 24"، أن أقل شيء يمكن أن يورط الموقوفين الثلاثة، الذين يكترون مع المتهم الرئيسي نفس المحل السكني، حتى في حال براءتهم من المشاركة في جريمة القتل، هي متابعتهم بتهمة عدم التبليغ، خاصة أنهم عاينوا صوره على "فايسبوك" و"يوتوب"، كما عاينوا كيف تغيرت طباعه منذ يوم الاثنين الماضي، وكيف غيّر شكله، دون أن يبادر أحد منهم إلى إبلاغ مصالح الأمن.
 
وذكرت مصادر محلية أن مصالح الأمن، مباشرة عقب التعرف على هوية الشخص، الذي رصدته كاميرا المراقبة يرافق الطفل عدنان، شنت حملة رصد وبحث إلى حين ضبطه واعتقاله يوم أمس الجمعة، وهو الذي أرشد عناصر الأمن إلى مكان دفن جثة الطفل الضحية، الذي شكلت جريمة مقتله محط تأثر سكان طنجة وعموم المغاربة، الذين خرجوا في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مختلف المدن المغربية، بتعبيرات الغضب والشجب والتنديد...
 
يشار إلى أن مصالح الأمن بمنطقة بني مكادة بمدينة طنجة كانت توصلت، يوم الاثنين المنصرم، 7 سبتمبر 2020، ببلاغ للبحث لفائدة العائلة، بشأن اختفاء طفل قاصر يبلغ من العمر 11 سنة، قبل أن تكشف الأبحاث والتحريات المنجزة أن الأمر يتعلق بواقعة اختفاء بخلفية إجرامية، خصوصا بعدما تم رصد تسجيلات مصورة تشير إلى احتمال تورط أحد الأشخاص في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته.
 
وذكر المصدر الأمني أن عمليات البحث والتشخيص، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن تحديد هوية المشتبه فيه، الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم اعتقاله والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية.
 
 
وتشير المعطيات الأولية للبحث إلى أن المشتبه فيه أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في نفس اليوم الذي استدرجه فيه، أي يوم الاثنين، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية.
 
وذكر المصدر أنه جرى إيداع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، الذي كان ضحيته الطفل القاصر، فيما جرى إيداع جثة الضحية بالمستشفى الجهوي بالمدينة رهن التشريح الطبي.
 
وكان الطفل عدنان نزل عند والده في مطعمه، الذي يديره أسفل البيت، بعدما أرسلته والدته ليقتني الدواء، فسلمه الأب ثمن الدواء 20 درهما، ومضى الطفل إلى الصيدلية، التي تقع بالقرب من المنزل... حيث اختفى إلى أن عُثر على جثته...
 
وكانت والدته تظن أن طفلها عند والد÷ في حين اعتقد والده أنه لما اشترى الدواء صعد مباشرة عند والدته... إلى أن مرت ساعتين، من الرابعة عصرا إلى السادسة مساء، وعندما نادت عليه والدته، ستكتشف هي ووالده أن ابنهما غير موجود، فشرعا مع الجيران في البحث عنه، وتوصلا بفيديوهات من كاميرا مراقبة ظهر فيها برفقة شخص مجهول... وظل مختفيا إلى أن عثرت عليه عناصر الأمن...