الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

مرسيديسات مجلس المستشارين.. ريع وفساد ونخب تعشق حتى الثمالة "البليكي" و"الهمزة"

 
محمد الغلوسي
 
الأخبار المتداولة تفيد أن مجلس المستشارين اشترى 11سيارة فاخرة من نوع مرسيديس لأعضاء مكتب المجلس، وتناهز تكلفتها أزيد من نصف مليار!
 
يأتي هذا في عز الأزمة، التي تجتازها البلاد، والتي يبقى على الضعفاء والبسطاء فقط تحمل نتائجها وتكلفتها القاسية، أما الذين يمدون أيديهم للمال العام، بكل الطرق "المشروعة" منها وغير المشروعة، فإنهم لا يعرفون ما معنى أن يتصبب عرق جبين الفرد من أجل لقمة الكرامة وضمان الحد الأدنى للعيش، ببساطة لأنهم ألفوا صنبور الريع ومشتقاته...
 
شخصيا حاولت أن أجد مبررا لكل هذا الهدر المادي العمومي، لكنني عجزت عن ذلك، وقلت في نفسي: ما الذي يمكن أن يقوم به أعضاء مكتب المجلس الموقر حتى يحتاج المكتب إلى 11 سيارة فاخرة ستكون في حوزة الأعضاء المحترمين أغلب الوقت لقضاء مصالح شخصية وستجدها مركونة في كل الأماكن للتباهي وإظهار السلطة والحظوة؟!
 
كما تساءلت أيضا: هل هناك دراسة جدوى موضوعة على مكتب المجلس تبيّن فعلا الحاجة الموضوعية لهذا الأسطول الفخم من السيارات وأن الانشغالات الكبرى للمستشارين المحترمين تفرض تمكينهم من هذا النوع من السيارات وبهذه التكلفة الثقيلة، أم إن الأمر لا يعدو أن يكون استجابة لهوس السلطة والجشع اللامحدود وتلبية لأحلام مريضة؟!
 
بلدنا الحبيب من أجمل البلدان، لكن تطوره وتقدمه تواجهه معضلة كبيرة تتمثل في استمرار سياسة الريع والفساد ووجود نخب تعشق حتى الثمالة "البليكي" و"الفابور" و"الهمزة"...، لذلك تراها تتقاتل بكل الأساليب، بما فيها تلك المنحطة والدنيئة، لتبقى في مواقع السلطة والنفوذ لتضمن استمرار العيش الرغيد، المُحلّى بالريع!!!
 
على البرلمان ورئيس الحكومة ووزيرة المالية ألا يتركوا مثل هذه المهازل والفضائح تمر، خاصة في عز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، التي قدّم مؤشراتِها والي بنك المغرب، ويجب أن يُفتح تحقيق حول ظروف وملابسات هذه الرائحة الكريهة، وأن يقال للمستشارين المحترمين "زيّروا السمطة شويا وجمعوا ريوسكم معنا"...