عزيز رويبح: رائحة الموت تحاصرنا وإرادة الحياة ستنتصر
الكاتب :
"الغد 24"
عزيز رويبح
الموت يتحرك بسرعة، يحاصر الأماكن، يسيطر على الكلمات، يغزو خواطرنا، ويعري عن مخاوفنا المتوارية خلف ستائر صخب حياتنا عندما كانت عادية دون حواجز ولا معيقات ولا مخاطر...
الموت منتش بانتصاراته، يسود ويحكم، ويفرق بين الناس إلى الأبد... وجد في كائنه الخرافي الفيروس إياه حليفا ووليا ونصيرا يقتل دون التفات إلى الأخ والرفيق والزميل والاب والام والولد... الفيروس حليف للموت ولكل أنواع الاستبداد المنتشرة في تفاصيل الطبيعة القاهرة، منذ البدء، والتي تسعد عندما ترى الإنسان مقهورا خائفا منكسرا متراجعا صغورا أمام ذاته وكبريائه المفترضة في جيناته عندما خلق!
عندما يطل الخوف بسواده على ذواتنا ويغرس مخالبه المسقطة في عروقنا..
وعندما تشتد رائحة الموت والأحزان والمرض، وتتمدد أمامنا لائحة الأهل والأصدقاء والمعارف وهم فريسة للمرض أو الفقد لا عزاء لهم...
عندما نُحاصَر بهذا الكم الجارف من المآسي المحيطة بنا، لابد ان نعود إلى ذواتنا، وأن نغوص في عمق وجداننا، ونبحث عن كل ذرة قوة أو أمل، وعن كل مساحات النور الكامنة فينا، لنقلع ونحلّق من تحت الرماد، ولننتصر سويا ومعا متآزرين ومتضامنين ومتحابين، لنتسلح بكلمات الانتصار، وبمعنى حب الحياة بجمالها وروعتها وندرة أجلها، وأن ننظر إلى السماء بأمل وتفاؤل وإرادة، ولنتذكر أننا هنا وفي هذه اللحظة بالذات نعيش امتحانا وجوديا وإنسانيا استثنائيا يطوقنا بمسؤوليات فردية وجماعية لتفادي السقوط ولتحقيق الانتصار لقيم الحياة...