الفاعل الحقوقي والمحامي عزيز رويبح يكتب عن الأوديو الفضيحة: المحاماة أكبر مما يحاك ضدها
الكاتب :
"الغد 24"
عزيز رويبح
الأوديو إياه، الذي انتشر، بالخصوص، في أوساط المشتغلين في قطاع العدالة، يشكل فضيحة بكل المقاييس، ويعرّي عن جزء من ثقافة قضائية سائدة تمتح من ماض ما يزال عصيا على أن يُطوى.
شيء مقزز ما قيل فينا دون ذنب ارتكبناه سوى أن السيدة تعاطفت مع حدثين معتقلين، وأنها تسعى لإطلاق سراحهما خارج القانون، وبإلغاء مقتضيات الدستور، وبالتطاول على مهنة يبدو أنها تكرهها وتكره أهلها وما يفعلون وما يكتبون...
السيدة إياها تعلم جيدا، ومن معها، أننا لسنا لقمة سائغة، وأننا حماة المهنة، وسدٌّ منيعٌ ضد كل من يريد المساس برسالة الدفاع، إن كلامها يعبر عن حقيقة مرة "وجود تخلف كبير على مستوى الخطاب والتحليل"...
الأوديو الجريمة لا يمكن أن يشوّش على علاقة الاحترام التي تجمع المحامين/ات الشرفاء بالقضاة النزهاء، ولا يمكن الإيقاع بنا في ردود أفعال غير موزونة يجني ثمارها الفاسدون والمفسدون من الضفتين...
القاضي النزيه لا يمكن إلا أن تكون علاقته بالدفاع جيدة، وكلما كان فاسدا عمم الفساد على غيره دون حسبان ولا تحفظ...
الأوديو ليس أمرا هيّنا، بل مخيفا ومرعبا، ويبيّن عمق القاع الذي بلغناه، وعلينا ألا نتركه يمر دون موقف واضح من مؤسساتنا المهنية، ومن كل من له غيرة على العدالة في هذا الوطن...