الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
جمال المحافظ مدير المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال

مركز مغاربي يطالب بوقف حملات التضليل والتهويل الإعلامية والتوجه نحو خدمة الوحدة المغاربية

 
طالب المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، في بلاغ توصل موقع "الغد 24" بنسخة منه، اليوم الاثنين 2 غشت 2021، وسائل الإعلام في البلدان المغاربية الخمسة، بتوقيف حملات التضليل والتهويل، والتوجه نحو خدمة الوحدة المغاربية... وفي ما يلي نص بلاغ المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، الذي يرأسه الناشط المدني والإعلامي الدكتور جمال المحافظ...
 
إن المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، وهو يتابع تطورات الأحداث في المنطقة المغاربية، خاصة في ظل تصاعد التوتر والخلاف بين الجزائر والمغرب، والتطورات السياسية السلبية، التي تعرفها تونس واستمرار النزاع الليبي، فضلا عن تداعيات جائحة كوفيد 19 المستجد، فإنه يجدد مناشدته لوسائل الإعلام بالبلدان المغاربية الخمسة، إلى وقف كل الحملات الإعلامية التي تساهم في المزيد من توتير الأجواء بالمنطقة والعلاقات البينية، وفي توسيع حدة التنافر وسوء الفهم، والتوجه بدل ذلك إلى المساهمة الإيجابية في بناء الوحدة المغاربية، تجسيدا لتطلعات شعوب المنطقة، في توطيد دعائم السلم والاستقرار والازدهار والديمقراطية.

وإن المركز الذي راهن، منذ تأسيسه في أبريل 2018، على الخيار المغاربي كخيار استراتيجي، للتصدي لمختلف التحديات، التي تواجهها البلدان الخمسة، يسجل إيجابية دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس مجددا إلى فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، منذ سنة 1995، والتوجه نحو المستقبل وبناء علاقات تستند إلى قواعد حسن الجوار مع العمل سويا وبدون شروط مسبقة على طي صفحة الماضي، ومواجهة التحديات المطروحة على البلدين، بحكمة وبعقلية منفتحة على آفاق المستقبل المشترك.

وفي هذا الصدد، يعتبر المركز أن وسائل الإعلام بالبلدين الشقيقين، المغرب والجزائر، مطالبة بالارتقاء بمستوى الأداء المهني الإعلامي، وتفادي تغذية الخلافات، والمساهمة في إرساء قواعد إعلام الحقيقة، الذي يقف بين حدي تجنب التضليل وممارسة التهويل، مع اعتماد السبل الكفيلة بتنقية الأجواء المغاربية من أجل استعادة الثقة والحوار المنتج، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، ومن خلالهما شعوب المنطقة.

إن الحملات العدائية التي تمرر عبر وسائل الإعلام، لن تساعد بأي حال من الأحوال على خلق أجواء الثقة، وبناء فضاء مغاربي مشترك، طالما راهنت وتراهن على قيامه الأجيال المتعاقبة بالبلدان المغاربية، التي تشكل وحدتها أفقا ضروريا لمواجهة كافة التحديات والمعضلات، التي تواجهها المنطقة، وتفويت الفرصة على كل الأطراف، التي تتربص وتستفرد ببلدان المنطقة الخمسة، المجبرة على التعاون المشترك من أجل التصدي للمعضلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية التي تعاني منها المنطقة التي تجمعها، فضلا عن الروابط التاريخية ووحدة المصير المشترك، خاصة في ظل التهديدات التي تتعرض لها، والذي من المفروض أن يساهم الإعلام في التحسيس بها والتعريف بمخاطرها على وحدة البلدان المغاربية، وفي ضمان استقرارها وتطورها.

ان تجسير العلاقات بين كافة الحساسيات والأطراف المغاربية، يعد أحد مهام وسائل الإعلام المغاربية، عوض أن يتحوّل الإعلام إلى وقود لإثارة الصراعات والنزاعات بين البلدان المغاربية وشعوبها، ويوظفه البعض، لتعميق المزيد من الخلافات والانقسام، وفق إملاءات لخدمة أجندات تهدف إلى المزيد من بث التفرقة والبلبلة والنيل من وحدة الدول، عوض الانكباب على معالجة القضايا الحقيقية التي تعاني منها المنطقة، ويرهن مستقبلها.

بيد أن ذلك يتطلب بالأساس توفير البيئة السليمة التي تمكّن الإعلاميين من الحصول على المعلومات والمعطيات الحقيقية، وضمان تداولها، وإطلاق حريات الإعلام والإفراج عن الصحافيين المعتقلين والمتابعين بالبلدان المغاربية بسبب آرائهم، مع توفير كافة الضمانات للصحافيات والصحافيين لأداء واجباتهم المهنية في ظل أجواء الحرية التي تعد الرئة التي تتنفس بها الصحافة الحرة.

ويظل تراجع منسوب حرية الصحافة والإعلام في المنطقة المغاربية، إحدى سمات الوضع بمجمل المنطقة المغاربية، وذلك استنادا إلى ما ترصده التقارير المحلية والدولية للهيئات والمنظمات المعنية بحرية التعبير والصحافة، إذ إن البلدان المغاربية لم تعرف تحسنا في مؤشرات حرية الصحافة، بل عرفت تراجعا وإن بشكل ودرجات مختلفة، وذلك حسب ما جاء في تقرير حول حرية الصحافة حول العالم لسنة 2021 لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، الذي صنّف تونس في المرتبة 73 عالميا، بتراجع درجة واحدة عن سنة 2020، تليها موريتانيا في المرتبة 94، ويليهما كل من المغرب 136 والجزائر 146 ثم ليبيا 165.

لذا يتعين على السلطات في البلدان المغاربية أن تعي تمام الوعي، بأن لا ديمقراطية ولا تنمية مستدامة بدون حرية الصحافة، فالتضليل الإعلامي، لم يعد ينطلي على الرأي العام المغاربي، لأن الثورة الرقمية، فتحت آفاقا جديدة لإعلام الحقيقة، ومكنت الجميع من الحصول على المعلومات والتأثير في الرأي العام.