الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
فوزي لقجع مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إينفانتينو

فوز المغربي فوزي لقجع بعضوية الفيفا.. منصب رياضي بأبعاد سياسية وثقافية واستراتيجية عميقة

 
سعيد جعفر
 
لنُعِد عقارب الساعة إلى موقعة رادس حين رفض الوداديون إكمال مباراة العودة بين الترجي وضيفه الوداد، التي أقيمت في فاتح يونيو 2019...
قبل سنتين، عندما كان لاعبو الوداد يوقفون مباراة نهاية عصبة الأبطال في ملعب رادس في تونس العاصمة، وكانت إدارة الوداد ومعها لقجع وخلفهما جبهة كاملة تزكي هذا الموقف، كتبنا، في حينه، أن ما حدث في رادس أكبر من مجرد رد فعل ضد رأسية الكرتي، أو إحراجا لنادي الترجي أو لرئيسه حمدي المدب أو لرئيس الجامعة التونسية وديع الجريء أو لدولة تونس الشقيقة.
كتبنا آنذاك أن ما يحدث هو بداية خطة استراتيجية لتموقع سياسي إفريقي ودولي عبر كرة القدم، إذ لا يعقل أن تكون لك خطة لتتحول إلى دولة محورية وفاعلة إقليميا وقاريا وتكون ضمن المحاور الدولية دون أن توظف الرياضة وكرة القدم خصوصا لهذا الغرض.
قلنا، في حينه، إن الوداد ومعها الناصري يقدمون أنفسهم قربانا لهذا الهدف، ولابد أن يفضي كل هذا السيناريو إلى موقع نافذ للمغرب في دواليب الكاف خصوصا لأن ذلك سيكون مدخلا لتحقيق أهداف عميقة تأتي بها المسؤوليات والنفوذ.
كان تقديري أن المغرب سيرأس الكاف في شخص فوزي لقجع، وقد يكون سعيد الناصري رئيسا للجامعة، ولكن المهم أن المغرب، وعبْر معركة التغيير التي قادها منذ موقعة رادس، سيحد من هيمنة دول المحور الرياضي الموالي للجزائر (جنوب إفريقيا ونيجيريا وتونس ونسبيا مصر)، وربما سينجح في تفكيك هذا المحور أولا، ثم مفاوضته في توزيع التمثيليات في الأجهزة...
ما حدث لم يكن نفس السيناريو الذي توقعته ولكن حدث جزء كبير منه.
لقد تفكك محور الدول الموالية رياضيا للجزائر في الكاف، تونس لم يعد ممثلها رئيسا للجنة المنتخبات والأندية، ونيجيريا لم يعد ممثلها نائبا أول للرئيس، ومصر لم يعد ممثلها رئيسا للجنة المنازعات، وترقّى لقجع إلى نائب للرئيس.
بعد أعوام، سينال المغرب، لأول مرة، عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، بعد أن أقصى لقجع ممثل الجزائر زطشي، وهو منصب رياضي بأبعاد سياسية وثقافية واستراتيجية عميقة جدا.
ومقابل تراجع حلفاء المغرب من السينغال والكوت ديفوار عن منافسة ممثل جنوب إفريقيا على رئاسة الكاف، كان على ممثل جنوب إفريقيا الحليف الاستراتيجي للجزائر أن يقبل تعديل القانون الأساسي للكاف بإدخال البند التالي:
"لا يُسمح بقبول عضوية أي بلد في الكاف إلا إذا كان عضوا معترفا به في الأمم المتحدة".
ومن المؤكد أن هذا البند سيطرحه لقجع على طاولة المكتب التنفيذي طيلة ولايته.
إن الخلاصة، التي يمكن استنتاجها، هنا، هي أن المسار السياسي لا يعزل عن المسار الرياضي، وأن ما تحقق اليوم لا يمكن عزله عن واقعة رادس، حين أظهر الوداد البيضاوي أنه وداد الأمة.
#هنيئا للمغرب
#هنيئا لفوزي لقجع