سعيد جعفر: الملك وماكرون وزلزال الحوز.. هذا هو أسلوب الدولة المغربية وتقاليدها المرعية
الكاتب :
"الغد 24"
سعيد جعفر
يتصرف المغرب بسيادية، وهذا حقه الطبيعي، الذي تضمنه المواثيق الدولية والواجبات الوطنية، وهو متمسك كليا، دون زيادة أو نقصان، بهذا الحق، منذ أن أعلن الملك محمد السادس أن المغرب ينظر للعالم من خلال نظارة الصحراء.
للملكية أسلوب فريد في التصرف في الزمن السياسي العادي والاستثنائي، موسوم بكثير من التشخيص وحيازة كل المعطيات والبيانات والتحليل الدقيق والواسع، والاستشراف والاستباق، وبطبيعة الحال بأسلوب شخصي للملك ولمؤسسات الدولة بعراقتها ورزانتها.
في التعامل مع مساعدات الدول لضحايا زلزال الحوز، لمسنا فعليا كيف احترمت دول عظمى سيادة القرار المغربي، إذ إن رؤساء أمريكا والصين وروسيا عبّروا عن استعداد حكوماتهم لتقديم المساعدة إذا ما ارتأى ملك المغرب ذلك، وهو نفس موقف أكثر من خمسين دولة أخرى...
وهو ما يوضّح، بجلاء، احترام هذه الدول العظمى وغيرها لسيادة المغرب ولسيادة القانون الدولي.
دول أخرى، لدوافع أخرى، لم تحترم رغبة وقرار المغرب في أن يتصرف تجاه الأزمة وفق قناعته ومعطياته الداخلية، وهي فرنسا والجزائر، وبشكل أقل ألمانيا وتركيا، مما جعل الملك ومؤسسات الدولة تتصرف بأسلوب مغربي تجاه هذه التنطّعات.
الملك، بأسلوبه المعهود، قام بالفعل بواجباته الإنسانية والدستورية والقانونية كأب للأمة وكرئيس للدولة وكأمير للمؤمنين، وتكلّفت وزارة الداخلية والجيش بتقييم الوضع على الأرض وإعداد الخطط وعرضها على الملك لإبداء الملاحظات والتقييم وإعطاء الأمر بالتنفيذ.
أن يضطر رئيسٌ لدولةٍ حاملةٍ لحق الفيتو وتصنف "عُظمى"! إلى تسجيل فيديو لاستدرار عطف شعب وإعطاء إشارة "سياسية" بالتضامن الإنساني،
وألا يجيب الملك عليها ويتحاشاها، وأن تُدخلها المؤسسات في خانة اللامردود عنه، وأن يقوم المواطنون والمواطنات بتفكيكها ورفض مضمونها وشجبه حتى،
فهذا هو أسلوب الدولة المغربية وتقاليدها المرعية.
ملاحظة: ماهضرتش على الجزائر حقاش هاذ الشي داخل في أسلوب المغاربة في التنخال!!!