تونس تدخل مع الخوانجية عهد تكميم الأفواه.. السجن 6 أشهر للمدونة تونسية آمنة الشرقي
الكاتب :
جلال مدني
تونس تدخل مع الخوانجية عهد تكميم الأفواه.. السجن 6 أشهر للمدونة تونسية آمنة الشرقي
جلال مدني
في حكم فاجأ التونسيين ومعهم كافة الديمقراطيين في المغرب وفي العالم، وكشف عن بداية تسرطن قوى الظلام في التونس، قضت المحكمة الابتدائية في تونس العاصة، اليوم الثلاثاء، بالسجن ستة أشهر في حق المدونة آمنة الشرقي (27 عاما)، لمجرد مشاركتها نصا على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، اعتبرته قوى الظلا مسيئا للإسلام...
ونقلت فرانس بريس عن رئيس وحدة الإعلام بالمحكمة ذاتها، محسن الدالي، قوله: "صدر اليوم الحكم في حق آمنة الشرقي بستة أشهر سجنا بتهمة الدعوة والتحريض على الكراهية بين الأديان والأجناس والسكان وكذلك بغرامة مالية بألفي دينار (حوالى 650 أورو) عن جريمة النيل من الشعائر الدينية". وأكد الدالي ان الحكم قابل للاستئناف.
وقرر القضاء التونسي مطلع ماي ملاحقة المدونة آمنة الشرقي بعدما تداولت على صفحتها على الفايسبوك نصا فيه محاكاة ساخرة من القرآن بتهمة "المس بالمقدسات والاعتداء على الأخلاق الحميدة والتحريض على العنف".
وشاركت الشرقي في نشر نص ساخر بعنوان "سورة كورونا" وتمت دعوتها إثر ذلك من قبل الشرطة في العاصمة تونس للتحقيق. وقرر المدعي العام، بعد سماعها بالمحكمة الابتدائية بتونس، أن يوجه إليها تهمة "المس بالمقدسات والاعتداء على الأخلاق الحميدة والتحريض على العنف"، علما بأنه لم يتم توقيفها آنذاك.
ونظم العديد من الحقوقيين والناشطين المدنيين وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة بتونس العاصمة وحملوا لافتات كتب عليها "الحرية لآمنة الشرقي" و"لا لتكميم الأفواه" و"مساندة وتضامنا مع آمنة".
وقالت الناشطة الحقوقية سعيدة قراش من أمام مقر المحكمة "من غير المعقول الرجوع إلى نقاشات حول الدستور الذي حسم في هذه المسائل"، معتبرة أن "حرية التعبير هي المكسب الوحيد الذي حققناه منذ الثورة" في العام 2011، مضيفة أن هذه القضية "مضيعة للوقت بوضع مرفق القضاء للنظر في مسألة ليس لها أساس دستوري".
ودعت منظمة العفو الدولية السلطات التونسية إلى وقف ملاحقة المدوّنة ورأت في ذلك تقويضا لحرية التعبير، معتبرة أنه "من غير المقبول أن يواجه شخص ما عقوبة بالسجن تصل إلى ثلاث سنوات لمجرد مشاركته تعليقاً ساخراً على فايسبوك. فهذه المحاكمة تبعث برسالة مفادها أن أي شخص يجرؤ على التعبير عن رأي مثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي يواجه خطر العقاب"...
موقع "الغد 24" الغربي يعبر عن كل التضامن مع المدونة التونسية آمنة الشرقي...