رؤساء أركان جيوش "5+5 دفاع" يجتمعون في الرباط بغياب الجزائر وتونس والجنرال بلخير الفاروق يتدخّل
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
تعهدت الدول الأعضاء في مبادرة "5 + 5 دفاع"، اليوم الخميس 27 أكتوبر 2022، في الرباط، بمواصلة تطوير التعاون متعدد الأطراف بهدف تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة في المنطقة.
وأكد رؤساء أركان القوات المسلحة لثمان دول أعضاء في مبادرة "5 + 5 دفاع"، وهي فرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطة وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا، في إعلان مشترك صدر في ختام اجتماعهم الرابع عشر، الذي انعقد برئاسة المملكة المغربية، على مواصلة تطوير التعاون متعدد الأطراف، الذي انطلق منذ سنة 2004 بين الدول الأعضاء في هذه المبادرة من أجل تعزيز الأمن في غرب البحر الأبيض المتوسط.
كما أكد رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء في المبادرة أو ممثلوهم، استمرارية وفعالية أنشطة التعاون لبلوغ الأهداف المنشودة وفقا لقدرات كل بلد عضو، طبقا لمبادئ "التطوع والبراغماتية والتوافق".
ودعا الإعلان المشترك إلى العمل من أجل استدامة التعاون على مستوى الركائز الأربع الرئيسية، التي تتمثل في المجالات المتعلقة بالمراقبة البحرية، والأمن الجوي، ومساهمة القوات المسلحة في تدبير الكوارث الكبرى، وكذا البحث الأكاديمي والتكوين.
ويتعلق الأمر أيضا بـ"مواصلة توسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام مشترك مثل القوات الخاصة والأمن السيبراني والطائرات المُسيرة ومكافحة الإرهاب والبحث والإنقاذ والذكاء الاصطناعي وإزالة الألغام لأغراض إنسانية ومكافحة الأجهزة المتفجرة المرتجلة (C-IED)، والدعم الطبي العسكري، والتعاون المدني-العسكري (CIMIC)، ومكافحة التلوث البحري والتحديات الأمنية الناجمة عن التغيرات المناخية".
وأوصت الدول الأعضاء أيضا بـ"الإبقاء على إجراء التدريبات العملية والواقعية"، ولاسيما "SEABORDER" و"CIRCAETE"، وتلك المتعلقة بعمليات البحث والإنقاذ، وتشجيع تقاسم التجربة المستفادة من هذه الأنشطة من أجل تعزيز قابلية التشغيل المشترك بين القوات المسلحة للدول الأعضاء.
وفي السياق نفسه، دعا الإعلان المشترك، إلى تشجيع تبادل الخبرات المكتسبة من قبل القوات المسلحة خلال مشاركتها، دعما للسلطات المدنية في تدبير الكوارث الطبيعية الكبرى، والجوائح والأوبئة.
ومن جهة أخرى، أشادت الدول الأعضاء بالجهود التي تبذلها مجموعة "5+5 دفاع"، وبأهمية المواضيع المختارة والمتعلقة بالأمن والدفاع، وكذا الجهود التي يبذلها المركز الأوروبي-المغاربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية (CEMRES)، والرامية إلى تعميق التفكير والتحليل، من أجل فهم أفضل لمواضيع الأحداث الراهنة، المرتبطة بالأمن المشترك.
وفي هذا الصدد، تشجع الدول الأعضاء، التعاون الذي انطلق بين مجموعة "5+5 دفاع" والمركز الأوروبي-المغاربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، من أجل تحسين التكوين والبحث ضمن مبادرة "5+5 دفاع".
ومن جهة أخرى، أشاد الإعلان، بإطلاق منتدى "5+5 سيبر"، الذي سيمكن من خلال مشاركة فعالة، من تجويد تبادل المعلومات والخبرات بين الدول الأعضاء في المبادرة، في مجال الدفاع السيبراني.
كما يدعم رؤساء أركان الدول الأعضاء، أو ممثلوهم، مواصلة عمل مركز المبادرة للتدريب حول إزالة الألغام لأغراض إنسانية (5+5 TCHD)، ويشجعون على برمجة أنشطة في هذا المجال ضمن خطط العمل المستقبلية.
وأكدوا، أيضا على أهمية تبادل المعلومات بين القوات البحرية للدول الأعضاء، من خلال شبكة المركز الافتراضي الإقليمي للتحكم في الحركة البحرية (V-RMTC)، الذي يساهم في معرفة أفضل للحالة البحرية، وكذا أهمية الموقع الإلكتروني لمبادرة "5+5 دفاع"، مع تشجيع جهوده كمنصة لتبادل معلومات محينة، وكأداة لإشعاع المبادرة.
وأوصى الإعلان المشترك أيضا بتعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين وأخذه بعين الاعتبار داخل القوات المسلحة للدول الأعضاء في مبادرة "5 +5 دفاع"، مع التأكيد على الدور المهم للمرأة في الوقاية من النزاعات وتسويتها إلى جانب توطيد السلم.
ويحث الإعلان على عقد اجتماعات لرؤساء الأركان الجوية ورؤساء الأركان البحرية، وكذا اجتماعات لرؤساء مصالح الصحة العسكرية بغية تعزيز التفاهم المتبادل، ودراسة إمكانية إحداث مركز أمني متخصص لتبادل المعلومات بين دول 5+5 في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي الختام جدد الإعلان المشترك التأكيد على الالتزام الجماعي من أجل استدامة مبادرة "5 + 5دفاع"، التي تعد "فضاء للتبادل والتشاور والتفاهم متعدد الأطراف، بما يمكن من التصدي المشترك للتحديات الإقليمية والمحافظة على السلام والأمن والاستقرار في غرب البحر الأبيض المتوسط".
وقد وافق رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء في مبادرة "5 + 5 دفاع" (فرنسا – إيطاليا – ليبيا – مالطا – موريتانيا – المغرب – البرتغال وإسبانيا) أو ممثلوهم على التوصية بادراج هذه التوصيات ضمن الإعلان المشترك الذي سيصدر عقب الاجتماع الثامن عشر لوزراء دفاع الدول الأعضاء، المزمع عقده في 16 دسمبر 2022 في الرباط.
بلخير الفاروق يؤكد التزام المغرب بالمساهمة في جهود
إحلال السلم والأمن بغرب البحر الأبيض المتوسط
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الجنرال دوكور دارمي، بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، اليوم الخميس في الرباط، أن القوات المسلحة الملكية تظل عازمة على المشاركة في تشجيع روح التعاون لمبادرة "5 زائد 5" ودعم المشاريع المقترحة في إطار مخططات العمل الخاصة بها.
وأوضح الجنرال دوكور دارمي، في كلمة له بمناسبة افتتاح الاجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الأعضاء في مبادرة "5 زائد 5 دفاع"، أن القوات المسلحة الملكية، المقتنعة بضرورة هذا الزخم الجماعي، ملتزمة بتعزيز جدوى هذه المبادرة باعتبارها أداة للتعاون متعدد الأطراف، وبتوطيد آليات عملها.
وقد انعقد، بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم بالرباط، برئاسة المملكة المغربية، الاجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الأعضاء في مبادرة "5 زائد 5 دفاع"، بمشاركة رؤساء أركان القوات المسلحة في ثمانية بلدان أعضاء في المبادرة هي (فرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا).
وبعد أن جدد التأكيد على تمسك المغرب القوي بالروح والمبادئ المؤسسة لهذه المبادرة، أبرز الجنرال دوكور دارمي، بلخير الفاروق، التزام المملكة الصادق بالمساهمة في جهود إحلال السلم والأمن بغرب البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن هذه المبادرة، مدعوة في ظل سياق دولي دائم التحول يطبعه ظهور الأزمات، إلى التصدي لمختلف التحديات التي تعرفها المنطقة.
وأضاف أن هذه التحديات مرتبطة، على الخصوص، بالإرهاب والهجرة السرية، والجريمة السيبرانية والتهريب بمختلف أنواعه، وصولا إلى الجوائح وعدم الاستقرار بمنطقة الساحل، مشيرا إلى أن هذه التحديات تفاقمت بفعل تأثير التغيرات المناخية والنزاعات الإقليمية.
وقال "إن ذلك يستدعي تكاثف الجهود لاستدامة مبادرة 5 زائد 5 دفاع، من خلال تقوية روابط التعاون وتوحيد الجهود لبلوغ الأهداف المرجوة".
كما أشار المفتش العام للقوات المسلحة الملكية إلى أنه، بفضل عزم كل الدول الأعضاء، استطاعت مبادرة "5 + 5 دفاع" أن تحقق تطورا تدريجيا وتفرض نفسها أكثر فأكثر كمنتدى للتعاون هدفه تقوية التفاهم المتبادل، من خلال النهوض بالأنشطة العملية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الصدد، أكد أنه في إطار أنشطة هذه السنة، تشيد الرئاسة المغربية، بجهود كل الدول الأعضاء من أجل حسن سير الأنشطة المدرجة في مخطط العمل 2022، وكذا مساهماتها في مشروع مخطط العمل 2023.
وأبرز أن هذه الأنشطة تتعلق بالأساس بسير مختلف التداريب المبرمجة، وتنفيذ أشغال التكوين والبحث من طرف تجمع "5 زائد 5 دفاع" والمركز الأوروبي المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، وتنفيذ مشاريع المبادرة على غرار منتدى "سيبر 5+5" ومركز 5+5 للتكوين في مجال إزالة الألغام لدواعي إنسانية.
ونوه الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، في كلمته خلال اختتام الاجتماع، بالمناقشات المثمرة التي طبعت هذا الاجتماع، مشيرا إلى أن هذا الأخير شكل مناسبة مكنت من مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق روح يطبعها الاحترام والثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة.
وأعلن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الذي اغتنم هذه المناسبة ليعرب أن متمنياته بالنجاح الكامل لجمهورية البرتغال التي ستتولى رئاسة المبادرة برسم سنة 2023، أن التوصيات المنبثقة عن هذا الاجتماع ستحال على اجتماع وزراء الدفاع، الذي ستحتضنه الرباط بتاريخ 16 دسمبر 2022.
وتشكل "مبادرة 5 + 5 دفاع"، التي تم إطلاقها في 2004، منتدى للتشاور والتفاهم المتعدد الأطراف بين ضفتي غرب المتوسط. وتضم خمس دول من الضفة الجنوبية للمتوسط (الجزائر، ليبيا، موريتانيا، المغرب، تونس) وخمس دول من الضفة الشمالية (فرنسا، إيطاليا، مالطا، البرتغال، وإسبانيا). وخلال اجتماع المبادرة، حضرت كل الدول باستثناء الجزائر وتونس، اللذين وضعا نفسيهما خارج المبادرة...
ويعتبر هذا المنتدى إطارا تفضيليا لتعزيز المعرفة المتبادلة والتبادل حول الرهانات الأمنية المشتركة للفضاء 5 + 5. وتتم رئاسة هذا المنتدى بالتناوب. ويتم التعاون في إطار المبادرة بناء على ثلاثة مبادئ وهي: التوافق والتطوع والبراغماتية.