الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
إدريس البصري في حديث مع الملك الراحل الحسن الثاني

البصري يحكي للحسن الثاني موقفه مع فتح الله ولعلو فاستلقى على قفاه من شدة الضحك وعينه وزيرا للمالية

 
حسن عين الحياة
 
في كتابه "الحسن الثاني الملك المظلوم"، سلط الصحافي الراحل مصطفى العلوي الضوء على إدريس البصري وزير الداخلية القوي في مملكة الحسن الثاني، متحدثا عن بدايته المهنية وكيفية تدرجه في سلالم السلطة إلى أن أصبح بمثابة "الصدر الأعظم"، الآمر الناهي في كل كبيرة وصغيرة، قبل أن يتحدث عن استقطابه للمعارضين واليساريين الذين جعلهم أقطابا في وزارة الداخلية، مع تحكمه في التلفزيون..
ويكشف العلوي كيف كانت صداقة البصري قوية بالثري الكبير كريم العمراني الذي جعل منه البصري رئيسا للحكومة ثلاث مرات، وكيف فاجأه العمراني ذات مرة بالقول "اللي ماعندو فلوس كلامو مسوس"، هذه العبارة جعلت البصري، وفق الكاتب، كما لو أنه لسع بعقرب المال، لتتسرب في عروقه حب المادة، ليصبح هذا الشاب الفقير (البصري) قطبا من أقطاب لعبة الغولف، له شراكة مع الإسبان في مشروع تجاري لتزويد عمارات المغرب كلها بقنوات الغاز السائل في الأنابيب، بدل الغاز الموزع في القنينات.
وطبعا، يقول العلوي "كان الحسن الثاني يتغاضى عن الاهتمامات التجارية لإدريس البصري، حينما كان البصري يقدم للحسن الثاني خدمات لا تقدر بثمن". هنا يسرد العلوي قصة طريفة تبرز حجم الخدمات التي كان يقدمها ابن الشاوية لملك البلاد، حيث حكى له البصري مرة "أنه بعث عضو ديوانه لحسن بروكسي، إلى بودابيست، كعضو في وفد كان يتكون من الاتحادي فتح الله والعلو والشيوعي عزيز بلال للمشاركة في مؤتمر ثوري، وأن مساعده بروكسي اكتشف أن المناضلين لم يكن لهما مال للاستفادة من سفرتهما، فأعطى لفتح الله والعلو كمشة من الدولارات".. إزاء هذا الموقف، يقول العلوي، ضحك الحسن الثاني عندما سمع هذه الجزئية حتى استلقى على قفاه، "ولذلك، ربما عين فتح الله ولعلو وزيرا للمالية".
ويبرز مصطفى العلوي كيف تضخم نفوذ البصري حتى أصبح مهيمنا على القرارات الملكية، وكيف كان وراء تعيين أغلب الحكومات خلال الثلاثين سنة التي شارك فيها كوزير للداخلية، بل إنه استطاع استقطاب رجل يسمى رحال، كان أقرب شخص في القصر للحسن الثاني، وكان رحال، حسب العلوي، يستطيع الدخول على الحسن الثاني حتى ولو كان في حمامه، لكن البصري اشتراه بالمال من أجل منحه معلومات عن الملك، قبل أن يلاحظ الحسن الثاني الاغتناء السريع لرحال ويطرده شر طردة.. ويحكي العلوي في حديثه عن تحكم البصري في كل شيء، أن عددا من لاعبي الغولف بالسويسي توقفوا ذات يوم من يونيو 1997، "وإدريس البصري واقف في غرفة تغيير الملابس، وقد رفع يديه الاثنتين إلى أعلى، وكأنه طبيب جراح، فيما كان أحد مساعديه ينزع له حذاءه ويلبسه حذاء الكولف، وقد التفت إلى أحد الواقفين المنحنين أمامه، وهو يقول: (قلت لي إنك تريد منصب العمادة بكلية فاس، تعرف الكثيرين يريدونها، ولكني سأعطيها لك)". ما يعني أن البصري، حسب المستفاد من الكاتب، كان متحكما في كل التعيينات، كبيرة كانت أو صغيرة.