الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عبد اللطيف أگنوش: 2- من "دكاترة إفران" إلى "أساتذة السامصونيط والموزيط"!

 
عبد اللطيف أگنوش
 
إلى حدود منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ماكانش من هب ودب، غا لأنه من "هيئة التدريس" (دابا المصيبة كولشي كيسمّيوه أستاذ!)، ينوض وتكلّفو الكلية بإعطاء "المحاضرة"، أي ما كنّا نسميه "Cours magistral"، لا، لا، لا..!!!
المحاضرة أو cours magistral ، يعني الدرس الأساسي داخل المدرج بحضور جميع الطلبة، كان كيقوم بيه حصرياً المدرس الذي ناقش أطروحة دكتوراه دولة، وحصل بالتالي على درجة "أستاذ محاضر"، أي Maître de Conférence... قلت حصريًا، ولكن ما ننكرش أن بعض "دكاترة إفران"، أي أصحاب درجة "أستاذ محاضر" بدون دكتوراه دولة بفضل مولاي الحسن، الله يرحمو، كانوا كيضسروا وكيدخلوا بلا حشمة للمدرج وكيديروا المحاضرات، وكنا حنا "لعرايا والدمّارة" كنشدّوا فيهم، وخاصة واحد فيهم راكم تعرفوه سالات بيه الايام في شي وزارة مسكينة ما تتساهلش وقضى حتى شي يّامات في شي بلاصة خايبة ماكانش لازموا يوصل ليها من الأصل لولا الجشع والخبث... هاذ المخلوق ما كانش كيحشم ويعرف قدرو، لأن حتى المرحوم إدريس البصري ما عمّرو ضسر ودخل شي نهار يدير محاضرة اللي هي من اختصاص دكتور دولة، فكان بحال عباد الله اللي ما عندهم دكتوراه دولة، وكان يكتفي بأشغال معمقة وموجهة في مادة جد خاصة وتطبيقية عنوانها "المرافق العمومية الكبرى ووزارة الداخلية في النظام المغربي" باللغة الفرنسية...
المهم، كنتي دكتور دولة مرحبا بيك في المدرج، ماكنتيش دكتور، سير آخويا تدير الاشغال التطبيقة والموجّهة، وطْحن صبّاطك مع الطلبة ديالك في الخزانة وفي الأرشيفات ديالها...
والصراحة، كلية الحقوق ديال الدارالبيضاء كانت مثالية في هاذ الإطار، غالبية المدرسين كانوا كيرفضوا رفضًا باتًا يقوموا بالمحاضرة داخل المدرج وهوما مازال ماناقشوش دكتوراه دولة ديالهم، ومنهم اللي مازال يرزقون بحال الأستاذ الصديق والأخ محمد أشرگي أو محمد الطوزي، أو خويا الأستاذ محمد معتصم المستشار الملكي، أو عبد ربه هذا أگنوش... وكنا في الحقيقة دايرين بحال شي نقابة ضد أي اعوجاج يهدد هاذ التقاليد المرعية ديال كلية الحقوق...
وكنا دائما نذكّر إدارة الكلية بقاعدة لا "محاضرة ولا مدرج" إلا للأستاذ المحاضر Maître de conférences، الذي ناقش أطروحة دكتوراه دولة، والأشغال التطبيقية للأساتذة المساعدين والمساعدين، ونجعل الإدارة أمام مسؤولياتها...
حتى تبدلات الوقت في التسعينيات وبديت نشوف الدّرّي يا الله ناقش "DESA" ديالو ودخل لهيئة التدريس، وماشي حتى الـDES القديم للي كانت فيه تَمّارة ديال بالصح، وكيدير "سامصونيط كحلة"، ولا "موزيط" يتحرّف بيه، وداير نظاظر كحلين، وكيغوّت ويتضارب باش ياخذ "كور ماجيسطرال"، يعني يدير المحاضرات في المدرجات!!
هاذوا سمّيتهم واحد الوقت "دكاترة السامصونيط والنظاظر الكحلين"، قياساً على "دكاترة إفران"، غا هوما بأي تدخل ديال سيدنا الله ينصرو...
هاذو ما هوما والو بفضل التغيير الخطير الذي عرفته المنظومة الجامعية بمساعدة فصيل من الدولة المغربية، وجحافل الاسلام السياسي بمساعدة القومجيين والعروبيين والثوريين والمناضلين!!
وهاذي مصيبة أخرى حلفت حتى نرجع ليها... ولكن من بعد!