الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ما قدهم فيل زادوه فيلة.. مدير الكنوبس يطحن المؤمّنين ويسلب أموال تعاضدية الموظفين

 
جلال مدني

وكأن المؤمّنين المغاربة لاينقصهم شيء إلا أن يزيدهم مدير الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي طحنا وراء طحن، إذ لم يكفه أن يصدمهم، في غشت المنصرم، بالإعلان عن أن تشخيص المرض وتكاليف العلاج المرتبطة بمرض كوفيد-19، سواء تعلق الأمر بالتحاليل أو الفحوصات أو التكاليف العلاجية والإقامة بالمستشفى والمتابعة لن تعوّض عنها إدارة الكنوبس. إذ التجأ إلى تخريجة عجيبة، اعتبر، بموجبها، جائحة كوفيد-19 كقوة قاهرة، وبالتالي فهو أحد الأمراض الوبائية المستثناة من الدفع مقابل الخدمات التي تقدمها المستشفيات...
ليست هذه وحدها، فكل شيء يطحن المؤمّنين يبرع فيها مدير الكنوبس، ويبدع في إيجاد التخريجات لها، مثلما فعل، أيضا، في سبتمبر 2020، بالترويج لانهيار صندوق التغطية الصحية نهاية 2022، للتغطية على انتهاكاته المتعددة لأموال وحقوق المؤمّنين...
وفي هذا الصدد، نددت جمعية تعاضد وتضامن من أجل الكرامة، خلال اجتماع مكتبها التنفيذي يوم الخميس 5 نوفمبر 2020، بمختلف الانتهاكات، التي يمارسها مدير الكنوبس، وكشفت لجوءه إلى حرمان التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية من مستحقات الثالث المؤدى، التي بلغت ما يناهز 10 ملايير سنتيم،  وإغلاقه لمصحة "باروكبير"، ورفضه إدراج النسب الجديدة لتحسين التعويض عن ملفات المرض لفائدة المنخرطين (ما يناهز 3600 عمل طبي) في النظام المعلوماتي (إسكيف)، والتي أقرتها الأجهزة المسيرة للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية المنتخبة ديمقراطيا والمتخذ في حقها قرار سياسوي أرعن ومقيت لحلها، والتي طالبت بها السلطات الوصية، مما يحرم المنخرطين من أكثر من 2 مليار سنتيم سنويا كتعويضات إضافية...
ورغم هذه الانتهاكات المفضوحة، تتواطأ العديد من التنظيمات الذيلية وبعض الأبواق الإعلامية مع ممارسات مدير الكنوبس، التي تضرب في الصميم حقوق المنخرطين، والتي تنضاف إلى ممارسات وزير التشغيل والإدماج المهني، محمد أمكراز، وخديمه المتصرف المؤقت رفيق الأزمي الإدريسي، لتكون النتيجة هي الترامي على حقوق ومكتسبات المؤمّنين وعلى أموال المرضى والأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة...