الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

مصطفى لمودن: اطلبوا التربية ولو في الصين

 
مصطفى لمودن
 
كنت بمقهى شبه فارغة، بضعة أشخاص متوزعون على الطاولات المتناثرة، شجر كثيف يظلل المكان، صمت مطبق، سوى من زقزقة متقطعة من عصافير تتنقل بين الأغصان.. أقرأ كتابا، أتوقف بين الفينة والأخرى، أرشف شايا، وأتطلع للأفق، متنفسا بعمق، ومتأملا ما قرأته قبل لحظة، أخزّن بعضه في الذاكرة، وأمحص بعض الإشارات التي لا تروق أو يعتليها االْتباس..
 
وإذا بصوت طفل يصيح من ورائي بشكل فجائي:
 
شكون اللي قتلني؟ شكون اللي قتلني؟
 
التفتُّ لأرى ثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات، منهمكين في صراعاتهم الافتراضية من خلال هواتف بين أياديهم، وأناملهم في حركة دؤوبة، ومخاخهم تخوض حربا ضروسا، وكل يسعى لقتل خصمه بأسرع ما يمكن، وهو ما كان قد حصل لأحدهم، وقد مات وفارق الحياة! طبعا بشكل افتراضي لحسن الحظ..
 
استمر الأطفال في التقاتل بدون هوادة..
 
في المساء، لما كنت أتابع قناة فرنسية، ذكر مشارك في برنامج حواري حول التربية وأنشطة الأطفال، أن الصين سنّت قانونا يمنع على الأطفال اللعب إلكترونيا باستعمال الهواتف أو غيرها on line إلا ثلاث ساعات في الأسبوع، مساء الجمعة والسبت والأحد، وذلك باستعمال بطاقة إلكترونية خاصة.. ليظهر كيف تحرص دول على رعاية أطفالها وحمايتهم من الهمجية الإلكترونية.