الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

إيمان الرازي.. من الشماعية وقلعة السراغنة إلى مرشحة وازنة في سلا برمز الوردة

 
المناضلة الاتحادية الفبرايرية إيمان الرازي من المناضلات الاستثنائيات في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية... ليس فقط لمسؤولياتها المتعددة، وعملها الدؤوب في النهوض بهذه المهام، ولكن، أيضا وأساسا، لشخصيتها القوية، التي تقدم نموذجا وازنا للمناضلة النسائية...

ازدات إيمان الرازي ذات فجر "حمري" ساخن، من منطقة أحمر، إذ هي من مواليد الشماعية، ضواحي اليوسفية (21 كلم)، وتقع في منتصف الطريق بين مدينتي أسفي ومراكش...

مراقبون يقولون إن إيمان الرازي ناشطة سياسية ومدنية مشاغبة، وهذا الحكم ليس جديدا عليها، إذ قد يكون رافقها منذ خروجها إلى الوجود، وتعود القصة إلى فترة حمل والدتها بها، إذ إن حسابات أهالينا الطيبين لم تفطن إلى أن إيمان، وهي بعدُ جنين، لم تمهل أمها للانتقال إلى مستشفى اليوسفية، فقد شرعت في شغَبها داخل بطن أمها، التي ستضطر، بعد اشتداد أوجاع الطلق، إلى ولادتها بمنزل جدتها في الشماعية...

ومن يعرف عائلتها في الشماعية ثم قلعة السراغنة سيعرف أنها أسرة مناضلة سياسيا ونقابيا، والدتها كانت تشتغل في التعليم، فيما والدها كان إطارا في المحافظة العقارية، ومن هاذين الكائنين، الأعز لديها في حياتها، ستتعلّم أبجديات النضال وأسسه الكبرى، التي ستكون من علامات وملامح شخصيتها النضالية والإنسانية...

تلقّت إيمان الرازي تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس القلعة، قبل أن تنتقل إلى مدينة مراكش لمتابعة تعليمها العالي، حيث تخصّصت في اللسانيات، ونالت شواهد الإجازة والماستر والدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، حيث كانت تزاوج بين الدراسة والمعرفة وبين موجبات النضال النقابي والحقوقي والسياسي...

كانت إيمان تكبر، ومعها تكبر تجاربها وأحلامها، كانت مهمومة بالوطن، وبالمعضلات والأزمات التي يتخبّط فيها المغرب، لذلك كان من الطبيعي أن تكون في طليعة الشباب المغربي التوّاق إلى التحرر والانعتاق، الذي انخرط في حركة 20 فبراير، التي ناضلت في صفوفها، وكانت من أبرز وجوهها في مدينة الرباط...

على الصعيد الحزبي، وإيمانا منها بأهمية وضرورة الإصلاح من داخل المؤسسات، انخرطت في حزب الاحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتدرّجت في هيئاته وتنظيماته وهياكله، إلى أن أضحت، اليوم، عضوة في برلمان الحزب (المجلس الوطني)، فضلا عن نضالها الشبيبي، الذي أوصلها إلى عضويتها الحالية للمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية...

تبدو إيمان الرازي في غاية التواضع واللطف والرقة والتسامح، لكن في المحطات الحرجة، تتحوّل إلى لبوءة شرسة، لا تقبل تهجّما مجانيا، وتدافع بقوة عن أفكارها، ما خلق لها الكثير من المشاكل والخلافات، لكن بمجرد ما يفهم المرء شخصيتها وروحها، حتى يجد نفسه، سواء اتفق معها أو اختلف، يوليها كل الاحترام والتقدير... إذ لديها مواقفها بخصوص ما يجري في التنظيمات الحزبية، ولديها وجهات نظر منتقدة أحيانا، لكنها تبقى تلك الاتحادية، التي تدافع عن حزب القوات الشعبية بكل استماتة، هي نفس الاستماتة، التي تدافع بها عن الناس، عن مشكلاتهم وأزماتهم الصغيرة والكبيرة، في الحي وفي المدينة، ونفس الاستماتة، التي تكتب بها وتدافع عن الحقوق المواطنية والإنسانية، عن الحريات العامة والفردية، فضلا عن القضايا النسائية، من مواجهة ظاهرة الاغتصاب إلى الدفاع عن قضايا المناصفة والمساواة الكاملة...

هذه مجرد نتف عن مناضلة شابة اتحادية، اختارت أن تتقدم للانتخابات الجماعية، كوكيلة للائحة الإضافية بدائرة سلا لمريسة، للمساهمة إلى جانب الفريق، الذي اختاره حزب الوردة، لتصدر النضال للنهوض بالمنطقة، ومواجهة أزماتها المزمنة، وإنقاذها وإنقاذ سكانها من الفقر والبؤس والتهميش، ومن قوى الظلام، واستعادة بريق مدينة سلا، مدينة عبد الرحيم بوعبيد، مدينة النضال الوطني بالجهاد والكفاح والمقاومة من أجل تحرير البلاد من أغلال وقيود الاستعمار، والنضال الديمقراطي بالاستنهاض السياسي ووباستعادة أمجاد المدينة في العلم والثقافة...

تتطلع المرشحة الاتحادية إيمان الرازي إلى أن تحظى بثقة سكان سلا لمريسة، لأن ثقتهم، تقول إيمان، ستكون السند القوي لمواجهة كل مظاهر التهميش والتيئيس، وكل مظاهر البؤس التي تتخبّط فيها المنطقة، معتقدة أن عودة الاتحاد الاشتراكي إلى استعادة المبادرة بهذه المدينة الاتحادية تاريخيا، سيكون فرصة لإنقاذها من أزماتها، من خلال برنامج وضعه حزب الوردة بكثير من الدقّة ومن الجدوى والفاعلية، بأفكار ومقترحات مبتكرة، من شأنها عودة الإشعاع لسلا، ونفض الغبار عن مقاطعة لمريسة، بأحيائها القديمة، التي تشكل أساس هذه المدينة التاريخية...

ميمنياتنا بالتوفيق للمناضلة الاتحادية، والكاتبة والناشطة المدنية والحقوقية، الدكتورة إيمان الرازي، التي لمسنا تفاعل سكان لمريسة معها ومع نداءاتها وتواصلها، مع كل الأمل أن يمنحوها ثقة مستحقة عن طريق التصويت بوضع علامة على رمز الوردة...