الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الناشط المدني والحقوقي والمحامي الفقيد محمد أحذاف

الوباء اللعين يختطف الناشط المدني والحقوقي والمحامي محمد أحداف

 
اختطف الوباء اللعين، فيروس كورونا، الناشط المدني والحقوقي محمد أحذاف، المحامي بهيئة المحامين في الرباط...

الرفيق الفقيد محمد أحذاف من الجيل الثاني في منظمة "23 مارس"، وكان من النشطاء البارزين في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ضمن تيار الطلبة الديمقراطيين، كما رافق لسنوات الرفيقين الفقيدين عبد الواحد بلكبير، الذي كان نائب رئيس "أوطم" في المؤتمر 16، وحسن السوسي عضو اللجنة التنفيذية لـ"أوطم" في المؤتمر 17...
 
الرفاق الثلاثة الفقيدون محمد أحداف وحسن السوسي وعبد الواحد بلكبير

كما كان من طلائع جيل شبابي من منظمة 23 مارس السرية، الذين تصدّروا عمليات بناء التنظيم الحزبي في نهجه العلني القانوني، منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، مثلما تصدّروا البناء الجماعي للقطاع الشبابي، حركة الشبيبة الديمقراطية، والقطاع النسائي، اتحاد العمل النسائي، اللذين كانا مفتوحين على كل الديمقراطيات والديمقراطيين، إضافة إلى أنه كان من بين أوائل المحامين الشباب، الذين تكلّفوا بالدفاع عن جريدة "أنوال"، أمام القضايا، التي كانت تُرفع ضدها من طرف عدة جهات ضمنها الدولة نفسها، ثم بعد ذلك سيكون من مؤسسي الحزب الاشتراكي الديمقراطي...
 
وفي كل هذه المحطات، كان الفقيد محمد أحداف يحظى بحب وتقدير جميع من اشتغلوا معه، في كل هذه القطاعات، كان ودودا وطيبا ومتفانيا، وكان مبادرا، إذ ظل يساهم، بكثير من الفعالية، في مختلف الانشغالات الحقوقية، من الدفاع عن قضايا الحقوق المواطنية والإنسانية، إلى الانخراط في مختلف الديناميات الحقوقية ذات الصلة بالحريات العامة والخاصة، وبالحق في الحياة، من قبيل مساهماته في النضال الحقوقي المغربي الرامي إلى إلغاء عقوبة الإعدام، فضلا عن المطالب المتعددة بإلغاء العديد من فصول القانون الجنائي، التي تتعارض مع القيم الكونية لحقوق الإنسان، وكان حركيا، لكن بحدود محسوبة، إذ عُرفت عليه خطواته المتزنة في التعامل مع الأحداث والمواقف، مثلما خبرنا ذلك في "المنظمة" وفي "حشد" وفي "أنوال"، كان يشتغل بجدية واستماتة، وهي خصلة استمرت في الفقيد حتى آخر نفَس في حياته، وهذا ما كشفه، أيضا، أحد رفاقه، المحامي والناشط المدني والحقوقي، عزيز رويبح، الذي نعاه بكلمات مؤثرة أعلن فيها أن "الزميل والصديق والرفيق محمد أحداف يرحل عنا إلى دار البقاء"، يقول عزيز رويبح في شهادة مستحقة في حق الفقيد: "رغم شراسة المرض، ظل وفيا لمهنته والتزاماته، بعث لي الأسبوع الماضي بقضاياه المدرجة خلال شهري شتنبر وأكتوبر، وإبهامه موضوع في الصورة على صفحات المذكرة، تبادلنا كلمات الود والصداقة والمحبة عبر الواتساب، وكان الوداع!"...

إنه الوداع الصعب، الوداع الحارق، أن تختطف منا الجائحة اللعينة أحد أبناء الشعب المغربي الأوفياء، وهو في عز العطاء، ستبقى صورته وذكراه موشومة في قلوب أعداد كبيرة من رفاقه وأصدقائه وعائلته، وكل أولئك الذين عرفوه وأحبوه وقدّ!روه وأَوْلَوْهُ اعتزازَهم به المستحق...

بهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة تحرير "الغد 24" بأحر التعازي والمواساة إلى جميع أفراد أسرته وإلى زوجته وابنه أنور وابنته تتريت، وإلى كل رفاقه وأصدقايه وزملائه. وعزاؤنا واحد. ولترقد روحه بسلام...
 
أحداف وسعاد سميرس ومحسن عيوش وفاطمة الزهراء في المؤتمر التاسيسي
لاتحاد العمل النسائي في الدارالبيضاء
محمد أحداف وعلي بندين وأحمد بوعلاوي
في نشاط للمكتب الجهوي لحركة الشبيبة الديمقراطية في الرباط