الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
طلقوا الدراري وخلليوا لعائلاتهم وأحبتهم ولكل أهلنا الطيبين حقهم في باقة من فرح

بكل الأمل والحب... أقول: كل سنة ونحن بألف خير...

 
سارة سوجار
 
 
وأنا أستقبل عيد ميلادي، أكتب لك كما كتبت في كل مناسبة بحب واشتياق وأمل.

 أمضي معك عيد ميلادي الرابع بنفس الفرح والشغف والحب الذي أمضينا به أول عيد ميلاد...

أنتظر هديتي الجميلة، التي لم تحرمني منها طيلة هذه السنوات، هدية بطعم الأمل في تحقيق كل أحلامنا وأمنياتنا...

أستغرب عندما يحدثني أحدهم بحزن عن علاقتنا، صحيح أن ظروف الاعتقال صعبة، فيها الكثير من الخوف عليك خصوصا في لحظات الإضراب عن الطعام، الكثير من القلق الدائم خصوصا في لحظات التوتر، والكثير من الضغط الذي عايشناه معا والذي صمتنا عن قوله، لكن هذا لم يمنعنا من أن نعيش علاقة فيها كل معاني المرح والفرح والسعادة...

قلناها مرارا، لو يسمع الناس مكالماتنا لما صدقوا أن المكالمة مصدرها السجن، ولو حضروا لقاءاتنا لظنوا أننا في لقاء رومانسي لا تنقصه إلا إضاءة الشموع...

بعض العلاقات لا تحتاج أن تكون أبدية، ولا تحتاج أن يكون لها اسم، هي تكون جميلة فقط بصدقها، بمعانيها، وبما تغيره في دواخلنا...

عندما نمتلئ بهذا النوع من المشاعر، نتغلب على الشر والحقد والكره الذي يكون فينا، ونضع مكانه السلم والسلام والطمأنينة...

رجل شجاع، صادق، نبيل، مخلص، مثابر، صبور، ويحب ويحترم كل المحيطين به من خصوم وأصدقاء، لا يمكن إلا أن تكون حبيبته محظوظة به...

أشكرك على كل الحب، الأمان، الدعم، الصدق، الاهتمام الذي منحتني إياه طيلة هذه السنوات رغم الصعوبات والعراقيل...

سأنتظرك بالكثير من الأمل والفرح، وأعلم أنك تقاسمني نفس الأحلام والأمنيات، ولنا يقين أننا سنعيش يوما ما نريد...

لقد جعلنا الجميع يعترف بعلاقتنا ويحترمها بل هناك من أحبها، رغم أنها لا تدخل في أي من التصنيفات الرسمية...

كم كنت أحب جوابنا الذي كنا نقوله بعفوية جميلة عندما يسألوننا عن العلاقة والصفة التي تجمعنا: اشنو كيجيك؟ كيجيني كلشي...

تجاوزنا الكثير من لحظات الألم والمعاناة بقوة وتفاؤل، واستطعنا أن نبني لنا عالما خاصا صنعنا فيه بيتا ولغة وحياة، جددناه وأطعمناه دائما بالأمل والحب، فكان عالمنا سندنا ودعمنا معا، وكان مصدر مقاومتنا وصبرنا وقوتنا دائما.

لقد حققت أغلب أحلامي، وسعيدة بما أنا عليه وبما لدي اليوم، عائلة جميلة، أصدقاء رائعون، مهنة شريفة وبكرامة، وحياة هادئة ومطمئنة... صحيح مازالت هناك مشاريع دراسية ومهنية ومجتمعية لم تتحقق، لكن لم يتبقَّ في الأحلام الكبيرة غير حريتك، وأن تكون أنت وعائلتي بألف خير دائما وأبدا.

التغيير لا تحققه لغة السياسة والصراع فقط، بل تحققه أيضا القيم الجميلة بكل معانيها ونبلها، وعلى رأسها قيمة الحب بكل ما يمنحه من قدرة على المقاومة والتشبت بالأمل وحتمية صناعة النصر والحقيقة...

عيدنا سعيد... أتمنى لك الفرج القريب... والسعادة أينما حللت وذهبت... وأن تحقق كل ماتريد حتى لو لم نكن معا حينها...

بكل الأمل والحب... كل سنة ونحن بألف خير...