الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرته الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا

المغرب يصعّد.. بوريطة يتهم لايا بالكذب ويهدد إسبانيا بالقطيعة إن أفلت المجرم إبراهيم غالي من المحاكمة


اتهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، نظيرته الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا بالكذب في عرض معطيات الأزمة، التي نشبت بين الرباط ومدريد، وبمحاولة تحريف مسار النقاش حول جوهر الأزمة لتوجيهه إلى قضية الهجرة، مهددا بالقطيعة في حال سمحت إسبانيا للمجرم إبراهيم غالي بالخروج دون محاكمة...
 
يتعين وضع الأزمة بين المغرب وإسبانيا في سياقها وهو سياق أزمة ثنائية بين المغرب وإسبانيا، لا علاقة لها بأوروبا، أزمة خلقها قرار وطني لإسبانيا دون التشاور مع شركائها الأوروبيين، وهناك محاولة لتحريف مسار النقاش والتوجه نحو قضية الهجرة، في حين أن صلب الأزمة هو تصرف من إسبانيا مسيء للمغرب ولشعبه ولمصالحه الاستراتيجية
 
وأكد بوريطة، الذي حل ضيفا على برنامج "أوروبا سوار نهاية الأسبوع" لقناة "أوروبا 1"، أن إسبانيا خلقت الأزمة مع المغرب وجعلت أوروبا تتحملها، وقال إن "إسبانيا لم تستشر مع أوروبا قبل اتخاذ قرارات تمس بمصالح المغرب، ولم تستشر أوروبا قبل خرق معايير (شنغن) لقبول دخول شخص مطلوب من قبل القضاء الإسباني (إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو) بطريقة احتيالية. لقد خلقت إسبانيا أزمة وتريد أن تتحملها أوروبا".
 
واعتبر الوزير أنه "يتعين وضع الأزمة بين المغرب وإسبانيا في سياقها"، وهو "سياق أزمة ثنائية بين المغرب وإسبانيا"، فهي "أزمة لا علاقة لها بأوروبا، أزمة خلقها قرار وطني لإسبانيا دون التشاور مع شركائها الأوروبيين".
 
المغرب ليس ملزما ولا ملتزما وليس من واجبه حماية حدود غير حدوده. فالمغرب ليس دركيا ولا بوابا لأوروبا لحماية حدود ليست حدوده. والمغرب لم يتحرك قط لتقديم خدمة مقابل تعويض مالي؛ إن ما يحصل عليه المغرب في المتوسط من الاتحاد الأوروبي لا يتجاوز 300 مليون أورو سنويا، أي أقل 20% من التكلفة التي تتحملها المملكة في محاربة الهجرة السرية
 
بالنسبة لبوريطة "هناك محاولة لتحريف مسار النقاش والتوجه نحو قضية الهجرة، في حين أن صلب الأزمة هو تصرف من إسبانيا مسيء للمغرب ولشعبه ولمصالحه الاستراتيجية".
 
وبخصوص موضوع الهجرة، حرص الوزير على التذكير ببعض الحقائق وتقديم بعض الوقائع "بعيدا عن أي خطاب عاطفي".
 
وهكذا أوضح بوريطة أن "الحقيقة الأولى تتمثل في كون المغرب ليس ملزما ولا ملتزما وليس من واجبه حماية حدود غير حدوده. فالمغرب ليس دركيا ولا بوابا لأوروبا لحماية حدود ليست حدوده. والمغرب لا يقوم بذلك تنفيذا لأمر، ولا التزام".
 
وسجل بوريطة أن المغرب قدم الكثير في مجال التعاون المرتبط بالهجرة، ولم يكن ذلك إجباريا ولا بمقابل؛ قام بذلك انطلاقا من الشراكة. شراكة بين المغرب وإسبانيا وشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، غير أن الشراكة ليست انتقائية، فهي تعني قبل كل شيء أننا ندرك جيدا المصالح الاستراتيجية للشركاء".
 
وأوضح الوزير أن "المغرب لم يتحرك قط لتقديم خدمة مقابل اعتماد أو تعويض مالي؛ إن ما يحصل عليه المغرب في المتوسط من الاتحاد الأوروبي لا يتجاوز 300 مليون أورو سنويا، أي أقل 20 في المائة من التكلفة التي تتحملها المملكة في محاربة الهجرة السرية".
 
هناك اتهامات توخت إظهار المغرب على أنه الطرف "السيء" في هذه الأزمة في محاولة لتشتيت الانتباه. في حين أن الوقائع تفيد أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، قام المغرب بتفكيك 8000 خلية لتهريب البشر. كما أجهض 14 ألف محاولة هجرة سرية منها 80 محاولة اقتحام لمدينة سبتة، وتبادل أكثر من 9000 معلومة عن الهجرة السرية مع إسبانيا
 
وبعدما جدد التأكيد على أن الأزمة مع إسبانيا "هي أولا وقبل كل شيء أزمة هجرة اندلعت من أزمة سياسية بين شريكين"، حرص بوريطة على التوقف عند بعض الوقائع وتصحيح بعض الاتهامات، التي توخت إظهار المغرب على أنه الطرف "السيء" في هذه الأزمة في محاولة لتشتيت الانتباه.
 
فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قام المغرب بتفكيك 8000 خلية لتهريب البشر. كما أجهض 14 ألف محاولة هجرة سرية منها 80 محاولة اقتحام لمدينة سبتة، وتبادل أكثر من 9000 معلومة عن الهجرة السرية مع إسبانيا.
 
وقال إن "المغرب ينهج سياسة حسن الجوار والشراكة"، و"لكن حسن الجوار ليس في اتجاه واحد. حسن الجوار ليس مسؤولية المغرب، وحرية شركائه في معاكسة مصالحه".
 
المغرب يطرح اليوم أسئلة واضحة: هل من الطبيعي في دولة القانون في علاقة بشريك مثل المغرب تزوير جواز سفر، وانتحال هوية لإدخال شخص ما إلى الأراضي الأوروبية، وأن يكون هذا الشخص متابعا في إسبانيا بأربع تهم: تهمة اغتصاب مواطنة إسبانية، تهمة ذات صلة بالإرهاب من جمعية ضحايا الإرهاب الإسباني لجزر الكناري، وتهمة تتعلق بالتعذيب
 
وبخصوص اتهام المغرب باللجوء إلى "الابتزاز" بواسطة "الهجرة"، في نزاعه مع إسبانيا على خلفية استقبالها لزعيم ميليشيا "البوليساريو"، أكد الوزير أنه "هنا مرة أخرى، المشكلة مطروحة بشكل سيء: وكأن المغرب عليه التزام بالعمل من أجل حماية أوروبا. فالمغرب ليس ملزما. المغرب يقوم بذلك كشريك والشراكة لها أسس. الشراكة متبادلة، تقوم على فهم مصالح بعضنا البعض"، و"لا يمكنك أن تخطط ليلا ضد شريكك، وأن تطلب منه في اليوم التالي أن يكون مخلصا".
 
وردا على سؤال حول وضع العلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا، أكد بوريطة أنه "خلافا لما صرحت به وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، لا يوجد اتصال بين المغرب وإسبانيا منذ اندلاع هذه الأزمة، وعلى عكس ما تقول، لم يتم إبلاغ المغرب قط بوصول هذا الشخص (إبراهيم غالي)".
 
وقال بوريطة: "المغرب يطرح اليوم أسئلة واضحة: هل من الطبيعي في دولة القانون في علاقة بشريك مثل المغرب تزوير جواز سفر، وانتحال هوية لإدخال شخص ما إلى الأراضي الأوروبية. هل من الطبيعي أن يكون هذا الشخص متابعا في إسبانيا بأربع تهم: تهمة اغتصاب مواطنة إسبانية، تهمة ذات صلة بالإرهاب من جمعية ضحايا الإرهاب الإسباني لجزر الكناري وتهمة تتعلق بالتعذيب".
 
واستدرك بوريطة أن "المغرب يميز بين علاقاته الجيدة للغاية مع جميع دول الاتحاد الأوروبي تقريبا والأزمة الثنائية التي نتجت عن موقف عدائي لإسبانيا"، معبرا عن أسفه "لمحاولة تحوير مسار النقاش وخلق أزمة غير موجودة بين المغرب والاتحاد الأوروبي".
 
في الوقت الراهن توجد مشكلة ثقة واحترام متبادل مع الشريك المباشر في أزمة خلقتها إسبانيا نفسها، وعليها أن تجد حلا لها. وإذا كانت إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات، فيعني ذلك أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة
 
وحول موضوع المهاجرين القاصرين، أكد الوزير "أنها مشكلة يناقشها المغرب بصراحة مع العديد من الدول الأوروبية في إطار مسؤوليته".
 
واعتبر بوريطة أنه "في الوقت الراهن توجد مشكلة ثقة واحترام متبادل مع الشريك المباشر في أزمة خلقتها إسبانيا نفسها، وعليها أن تجد حلا لها".
 
وخلص رئيس الديبلوماسية المغربية إلى التشديد على أنه إذا كانت "إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات، فيعني ذلك أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة".