الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

استهتار غير مسبوق.. إسبانيا أمهلت سفيرة المغرب 30 دقيقة للحضور وبوريطة يفاجئها برد مزلزل

 
كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس 20 ماي 2021، بعض فصول الاستهتار الإسباني، الذي يشكل فضيحة بكل المقاييس، وسابقة نادرة في العلاقات بين الدول، وأحرى بين دولتين جارتين...
 
ففي التصريحات التي أدلى بها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس الديبلوماسية المغربية أنه تم استدعاء سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش للتشاور، بصلة مع الأزمة التي تعود إلى منتصف شهر أبريل، والتي تتمثل في استقبال إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، والذي لم يتلق المغرب بعد أي توضيحات أو ردود فعل بشأنه.
 
وأوضح بوريطة أن بنيعيش تلقت توجيهات استدعائها للتشاور في الرباط عشية استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية.
 
وأبرز الوزير أن السلطات الإسبانية منحت للدبلوماسية المغربية 30 دقيقة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية، وهو "عمل غير مسبوق، وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة، ونادر في الممارسة الدبلوماسية"، وكان رد بوريطة حازما ومفاجئا لإسبانيا، إذ ترك الخارجية الإسبانية في حالة انتظار، في وقت جمعت كريمة بنيعيش حقيبتها عائدة إلى المغرب، وقال بوريطة، في رد زلزل الديبلوماسية الإسبانية، إن "سفيرة جلالة الملك لا تتلقى تعليمات سوى من بلدها".
 
وشدد بوريطة على أن الأزمة ستستمر ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي، فالمغرب يرفض تلقي هذا النوع من التخويف، القائم على صور نمطية بائدة، وسيظل واضحا بشأن أصل هذه الأزمة وتَكوُّنها والمسؤولين عنها.
 
وتابع الوزير أن إسبانيا انخرطت، خلال الأيام الأخيرة، في محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن المشكلة الحقيقية للأزمة المغربية-الإسبانية، والتي تكمن في كون مدريد فضّلت أن تناور مع أعداء المغرب، بخصوص قضية أساسية بالنسبة للمملكة وللمغاربة. وطبعا بوريطة يعني، هنا، الأغلبية الساحقة من المغاربة الأحرار وليس العبيد المرتزقة مجندي إيران وحزب الله الإرهابي وحركة حماس الظلامية إضافة إلى فلول القومجية الحقراء...
 
وأكد بوريطة أن المناورات الإسبانية تهدف إلى جعل المسؤولين عن هذه الأزمة بمثابة ضحايا، مذكرا بأنه إذا كانت هناك أزمة بين المغرب وإسبانيا، فإن ذلك يعود إلى كون مدريد عمدت بشكل سيادي، إلى المناورة مع أعداء المملكة، وأن تستقبل على أراضيها شخصا "يعمل يوميا على محاربة المغرب".
 
وأضاف المسؤول المغربي أن إسبانيا تصرفت، في هذا الصدد، بشكل يثير الكثير من التساؤلات تجاه دولة جارة تحظى بالاحترام، من خلال قبول الدخول في كل هذه المناورات، مشيرا إلى أن بداية الأزمة تعود إلى 17 أبريل الماضي، ومنذ ذلك الحين فضلت إسبانيا وعدالتها غض الطرف عن وجود شخص على أراضيها وهو متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم اغتصاب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بل ذهبت إلى حد منحه هوية مزورة.
 
وأبرز الوزير أن كافة المناورات الإسبانية من أجل تحويل الانتباه عن الجذور الحقيقية لهذه الأزمة "لا تنطلي على أحد، وعلى كل حال فهي لا تنطلي على المغرب ولا تفاجئه".
 
وأشار بوريطة، في هذا الإطار، إلى أن السلطات الإسبانية "يجب أولا أن تكون شفافة مع الرأي العام والقوى الحية في إسبانيا"، مؤكدا أن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحجبها الروبورتاجات والشتائم والقصف الإعلامي.
 
وشدد رئيس الديبلوماسية المغربية على أن "المغرب سيواصل طلب توضيحات، وسيستمر في اعتبار ذلك هو أصل الأزمة"، مسجلا أن منطق "الإنسانية" لم يعد يخدع أحدا.
 
ولفت بوريطة إلى أن العمل الإنساني لم يفرض أبدا ممارسة المناورة، كما أنه لا يمارس في جنح الظلام، داعيا إسبانيا إلى الاعتراف وتحمل مسؤولية "مواقفها الخطيرة" وتجنب "ازدواجية الخطاب". وأضاف أن المغرب لا يلجأ إلى الابتزاز. فالمغرب واضح في مواقفه، وعمله.
 
وأدان بوريطة "العداء الإعلامي غير المسبوق"، الذي تشنه إسبانيا ضد المغرب، مضيفا "أننا نشهد توظيفا وتعبئة لجميع وسائل الإعلام بعبارات صادمة وغير مقبولة تصدر أحيانا عن مسؤولين رفيعي المستوى".
 
واعتبر الوزير أن المصطلحات المستخدمة في هذه الحملة، من قبيل "الابتزاز" أو "الاعتداء" أو "دولة نامية"، تدل على أن "بعض الأوساط في إسبانيا مطالبة بتحيين معلوماتها حول المغرب".
 
وشدد الوزير على أن "مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس. فالمغرب ليس لديه عقدة "، مضيفا أن العدوانية الإعلامية خلال الأيام الأخيرة تظهر أن العقدة تجاه المغرب توجد في اسبانيا.
 
وأبرز الوزير أن المغرب، الفخور بإنجازاته، وبلد في طريقه ليصبح بلدا ناشئا وإسبانيا تدرك ذلك، مؤكدا أنها "ردود فعل ماضوية تعود للظهور اليوم، والتي تكشف عن هذه الهوة بين المغرب في المخيال الإسباني والمغرب الحقيقي".
 
وأضاف أن البعض في إسبانيا لم يستطع بعد أن يتقبل أن المغرب حافظ على استقراره وأمّن تطوره الاقتصادي وتنميته الاجتماعية، من خلال إصلاحات تم القيام بها تحت قيادة الملك.
 
وخلص الوزير الى القول إن "الوقت قد حان لتوضيح كل هذا، كما يتعين على إسبانيا أن تحدد ما تريده من هذه الشراكة".