الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
بنكيران معية أعضاء بالبيجيدي في لقاء حزبي بالمركب الثقافي مولاي رشيد سنة 2016

فضيحة.. إخوان العثماني يستغلون حالة الطوارئ ويحولون بهو خشبة مسرح مولاي رشيد إلى مسجد

 
حسن عين الحياة
 
علم موقع "الغد 24" أن إخوانيي البيجيدي في مقاطعة مولاي رشيد في الدارالبيضاء، لجأوا إلى اقتراف فضيحة في حق الفن والثقافة في المغرب، بعد أن انخرطوا في مشروع يسعى إلى "أسلمة الثقافة" وأخونتها في المنطقة، لأغراض ظاهرها خفي وأفقها عيون الإخوان على الانتخابات المقبلة.
 
وتبعا لمصدر وثيق الصلة بقطاع الثقافة في الدارالبيضاء، فإن المركب الثقافي مولاي رشيد، التابع لمقاطعة مولاي رشيد التي يرأسها مصطفى الحيا، القيادي في البيجيدي، ونائب أخيه في الانتماء العمدة عبد العزيز العماري، يتعرض حاليا إلى عملية طمس هويته، بعد أن لجأ "الذين في قلوبهم زيغ"، بحسب تعبير مصدرنا، إلى تغيير معالم خشبة المسرح بدعوى "الإصلاح".
 
وبحسب المصدر ذاته المطلع على خبايا الشأن الثقافي في المنطقة، فإن هذا "الإصلاح" همَّ تحويل بهو كبير أسفل خشبة المسرح، إلى مسجد للصلاة، في وقت كان هذا البهو مكانا مخصصا لوضع ديكور الفرق المسرحية، قبل وبعد العروض.
 
وتابع المصدر نفسه مضيفا أن بفضاء مسرح مولاي رشيد سكنًا وضيفيًا كان يقطنه أحد المدراء السابقين، تم تحويله حاليا إلى "دار الضيافة" يجتمع فيه إخوان الحيا لـ"الزرود" و"القصّ"، في وقت كان ممكنا أن يتحول هذا السكن الوظيفي إلى مسجد، بالنظر إلى بُعده عن فضاءات المسرح، غير أن بيجيديي مقاطعة مولاي رشيد أصروا على تخصيص البهو أسفل الخشبة إلى مسجد، يُرفع فيه الأذان وتؤدى فيه الصلوات، تزامنا مع أداء العروض.
 
وتساءل المصدر عن الغاية من تحويل هذا البهو الكبير الذي يعتبر متنفسا للفرق الفنية، إلى مسجد، وكيف سيشعر المصلي في الأسفل وهو يؤدي فريضته، بينما فرقة موسيقية قد تقدم عروضا للرقص والمسرح "كتدردك عليه من لفوق"؟ وكيف سيركز الممثلون في أدائهم والموسيقيون في معزوفاتهم والراقصون في عروضهم الاستعراضية حينما يُرفع الأذان أسفلهم أو يسمعون القرآن في صلاتي المغرب والعشاء بالجهر، باعتبار أغلب العروض تبرمج في المساء؟
 
وزاد المصدر من حدة تساؤلاته الاستنكارية: كيف سيشعر الجمهور الذي قد يصل إلى ألف و200 متفرج، حينما تقام الصلاة؟ هل الغرض هو مغادرتهم الكراسي والتوجه إلى الأسفل للصلاة ثم العودة لإتمام العروض؟ أم تتوقف المسرحيات والسهرات إلى غاية الانتهاء من أداء هذه الفريضة؟ أ إن الأمر كله يندرج ضن مخطط دروس متدرج لإعدام الفن، الذي يعتبرونه حراما!!!
 
ثم ما الغاية الحقيقية من تخصيص مسجد بأسفل خشبة المسرح، في حين هناك مسجد كبير (مسجد الأمل) لا يبعُد عن المركب الثقافي مولاي رشيد إلا بحوالي 150 مترا؟ يتساءل المصدر.
 
وبحسب المصدر نفسه، فإن هذه العملية "الإصلاحية" تجري حاليا في صمت، بعدما استغل أصحابها فترة الطوارى الصحية لتنفيذها، وهي العملية التي يُنتظر أن تثير سخط وغضب المجتمع المدني في المنطقة، خاصة الفعاليات الثقافية التي تعتبر المركب الثقافي مولاي رشيد متنفسا لإشعاع الثقافة والفن، ليس في الدارالبيضاء وحدها وإنما في المغرب، مضيفا أن هذا المركب، أصبح منذ تولي بنكيران الحكومة في 2011، مركزا لأنشطة البيجيدي، حيث احتضن عديد اللقاءات التواصلية لبنكيران والعثماني وقياديين آخرين في العدالة والتنمية.