آخر معطيات فاجعة طنجة.. هذا هو "الباطرون" الذي يعتبر نفسه "درويش وخدامين معاه الدراوش"
الكاتب :
جلال مدني
جلال مدني
نفت مصادر محلية متطابقة أن يكون صاحب معمل النسيج في طنجة لقي حتفه، إذ أكدت معطيات أفراد من عائلته وبعض العمال، اليوم الثلاثاء 9 فبراير 2021، أنه موجود في مصحة خاصة بطنجة تحت حراسة أمنية، وأنه بدأ يستعيد عافيته، ولا يوجد في منطقة خطر، إذ يقدّر أن يغادر المصحة غالبا غدا الأربعاء، ليجري الاستماع إليه من قبل عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة...
وحسب آخر المعطيات، فإن "الباطرون" كان مع عدد من العمال والشباب المتطوعين يشارك في عمليات الإنقاذ، وبقي إلى آخر لحظة في عين المكان إلى أن تدهورت حالته الصحية، ودخل في غيبوبة، حيث جرى نقله بحضور أفراد من عائلته إلى المصحة...
وتفيد المعطيات، التي توفرت للمصادر المحلية، أن "الباطرون"، وهو في عقده الرابع وتزوج منذ سنتين ودون أطفال، كان يمارس في السابق نفس مهنة عماله، أي أنه كان عامل خياطة لعدة سنوات، قبل أن يتمكّن من الاستقلال بنفسه وتكوين رأسمال مناسب مكّنه من فتح معمل للنسيج...
وبحسب المعطيات ذاتها، فقد اكترى هذا الشاب مرآب الفيلا، وقام بإعادة تهيئته ليصبح معملا للنسيج، واستقدم أقاربه وأبناء جيرانه وبعض زملائه السابقين، الذين اشتغل رفقتهم في معامل الخياطة، حيث شغّلهم في المعمل، وهذا ما يفسّر وجود عدد من القتلى من أسر واحدة...
وحسب أفراد عائلة "الباطرون"، فإن المعمل "لم يكن سريا، ولم يكن يشتغل خارج القانون"، بل إن "العاملين كانوا عبارة عن معارف وأقارب، وأنه كان يوفر لهم ظروف العمل المهنية، إضافة إلى حقوقهم القانونية"، وأنه كان دائما معهم، و"كان يقول أنا درويش خدام مع الدراوش، وخدامين معايا الدراوش"...
وذكرت المصادر المحلية أن "الباطرون" عاش ضائقة مالية شديدة في فترة كورونا، مما اضطر إلى توقيف المعمل منذ شهر سبتمبر 2020، ولم يستأنف العمل إلا قبل أسبوعين، ابتداء من الأسبوع الأخير من شهر يناير 2021.
وأبرزت المصادر ذاتها أن "الباطرون" كان على "قدّ الحال"، فهو لا يمتلك حتى البيت الذي يسكن فيه، إذ كان يكتريه في حي الشفا، وتضرر كثيرا في فترة كورونا إلى درجة أنه اضطر إلى بيع سيارته الخاصة، والعودة إلى استئناف العمل بفتح أبواب المعمل، قبل أسبوعين، إلى أن حدثت الفاجعة...
يشار إلى أن فاجعة معمل النسيج في طنجة، الذي تقول السلطات إنه "سري"، انتهت بوفاة 28 شخصا، 18 عاملة و10 عمال، فيما 18 مصابا يخضعون للرعاية الطبية، ضمنهم صاحب المعمل...