الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

تفاعلا مع القيادي في البيجيدي بلال التليدي

 
نوفل البعمري
 
نوفل البعمري                                                                    بلال التليدي
 
خرج بلال التليدي القيادي في العدالة َ التنمية بتدوينة للتعليق على الوضع القائم بالمدن المحاذية لسبتة المحتلة، حيث إنها اتجهت عموما نحو تهريب النقاش ومحاولة تبرئة الحكومة من فشلها في تدبير الوضع والوفاء بكل التزاماتها تجاه المنطقة.
 
بلال التليدي، وصف في تدوينته الوقفة، التي حدثت بالحراك، وهو وصف فيه تضخيم كبير لما حدث بمحاولة إعطاء الوقفة بُعدا، الوقفة نفسها لا تتحمله، فما حدث لم يكن لا حراكا ولا انتفاضة ولا...، بل وقفة فيها الكثير من العفوية، تقدمتها النساء لأنهن هن من يمتهن بشكل كبير التهريب المعيشي من سبتة، مع تكلفته الاقتصادية على البلد.
 
بلال التليدي، في ربط غريب، يجعل من الوقفة التي نظمت وكأنها تُضعف الموقع التفاوضي للمغرب مع إسبانيا، وهو موقف فيه الكثير من "تغراق الشقف" للمحتجين، لأنه يجعلهم في مقابلة وفي مواجهة مع الدولة، وفي موضوع كبير يهم المصالح الحيوية للمغرب تتداخل فيه القضية الوطنية وإعادة ترتيب العلاقة مع إسبانيا بما يخدم مصالح المغرب.
 
بلال التليدي، وهو يتحدث عن الواقعة يحمّل المسؤولية للسلطة، ويُعلق مآلات الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة على مشجب السلطة، وكأنها هي من تملك زمام السلطة التنفيذية، وكأنها هي من تضع قانون المالية، وكأنها هي من تشرّع القوانين، وهي محاولة لتهريب النقاش لغير موضعه، ولغير الجهة المسؤولة عن تدبير الشأن العام الوطني، فإذا كانت للسلطات من مسؤولية، فهي لا تقل عن مسؤولية الحكومة، التي لم تقدم أي شيء للسكان منذ إغلاق المعبر وإيقاف التهريب المعيشي.
 
تدوينة بلال التليدي لا تهدف إلى التفاعل مع الواقعة بقدر ما تسعى إلى تبرئة المنتخبين محليا الذين يدبّرون جماعة الفنيدق ورئيسها من حزبه، والحكومة التي يترأسها الأمين العام لحزبه، العدالة والتنمية.
 
بلال التليدي، نختتم معه هذا التفاعل على شكل تساؤل، وهو تساؤل مشروع مع قيادي حزبي ومحلل سياسي، حول حجم وجود أيادي خفية تريد أن توجه هذه الواقعة بالشكل الذي ووجهت به احتجاجات أخرى؟! ألم يكن من المناسب، بدل توصيف ما حدث بكونه حراكا مع كل الدلالات التي تحيل على التنظيمات المشرقية، التي عاثت في سوريا والعراق دما وإرهابا، أنه مجرد احتجاج يدخل في سياق الهامش الديمقراطي الذي تعيشه بلادنا؟ ألم يكن من المناسب الإشارة بشكل واضح الى الأيادي، التي تريد تكرار سيناريو الحسيمة بنهايته المؤسفة والمؤلمة، الأيادي التي تريد استغلال أي واقعة لدفع الوضع نحو التصعيد والاصطدام بين الدولة والمجتمع؟!