الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

المغربي نوفل البعمري والجزائري وليد كبير يكتبان: شكرا جلالة الملك... لقد انتصرتم للمسقبل!

 
نوفل البعمري المغرب - وليد كبير الجزائر
 
 
جاء الخطاب الملكي المخلد للذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالة الملك على كرسي العرش مكرسا لتلك الديناميات الإصلاحية الكبرى، التي أُطلقت، في ما سبق، والتي يراد منها تحقيق بناء متكامل وبنظرة جماعية تهدف إلى تجاوز تعقيدات الماضي، التي ورثها الشعبان الجزائري والمغربي الشقيقان، وورثها حكام البلدين المسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمرار هذا الوضع أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطني البلدين...
 
وقد أكد جلالته أن الوقت قد حان لقطع الحبل، الذي يشدنا للماضي ولصراعاته ونزاعاته، والتطلع، بدل ذلك، إلى المستقبل، حيث التعايش، وحسن الجوار، وحيث الحدود مفتوحة بين البلدين، وحيث وحدة المصير اقتصاديا، اجتماعيا وتنمويا.
 
جميعنا يعلم أن بناء المغرب الكبير لا يمكن أن يتحقق بدون وجود مصالحة شاملة بين الجزائر والمغرب، مصالحة يكون منطلقها حوار مفتوح، بدون شروط، ولا خلفيات، وبفكر متحرر من قيود الماضي، مصالحة تكون مستجيبة لتطلعات الشعبين في التكامل، وعودة حرية التنقل والحركة بين البلدين، هذا البناء لا يمكن له أن يتحقق بدون التقاط الإشارات الإيجابية التي حملها خطاب العرش، وهي إشارات كانت واضحة ولم تكن وليدة اليوم، بل منذ سنة 2008 والعاهل المغربي يمد يده نحو الجارة، بُعيد سنة من إطلاق مبادرة الحكم الذاتي، التي أصبحت حلا سياسيا مقبولا، ولا محيد عن دعمه، لأنه الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
 
محمد السادس، وهو يكرر دعوته الصادقة نحو المصالحة المغربية-الجزائرية، التي ستشكل مدخلا لمصالحة شاملة ستشهدها المنطقة، تُتَوج بإطلاق مبادرات اقتصادية كبرى متكاملة، وتحقق النهضة المرجوة لشعوب المنطقة التي تؤمن بوحدة المصير المشترك، في ظل تزايد حجم المخاطر التي تهدد دول الجنوب سواء في مواجهة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، أو مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات والإتجار في البشر أو تلك المشاريع والمخططات التي يُراد عبرها إعادة الاستعمار للمنطقة من بوابات مختلفة، هذه المشاريع وهذه التحديات لا سبيل لمواجهتها والتصدي لها إلا بقبول دعوة جلالة الملك المتجددة للحوار، وإن تجديد هذه الدعوة من طرف محمد السادس بهذا الشكل الصادق، يجعل منها دعوة ذات طابع استراتيجي بالنسبة للمغرب ملكا وشعبا وللشعب الجزائري، وهذه دعوة لا تهدف لإحراج أي أحد أو المزايدة عليه، بل تعكس روح وصدق عاهل المغرب في تجاوز التاريخ، ووضعه على الرف وفي إطاره الصحيح والمضي قدما والانتصار للمستقبل ولكل نداءاته التي وجهتها نخب البلدين من مثقفين، وسياسيين، وإعلاميين...
 
رسالتنا موجهة للحكام في الجزائر، ها هو الملك محمد السادس يجدد الدعوة إلى الحوار، فلتتجاوبوا معه ولتقوموا بخطوة شجاعة نحو المستقبل ولصالح الشعبين الشقيقين والبلدين التوأمين.