فضيحة في مراكش.. تعلّم كيف يمكنك أن تسرق الناس جميعا بشفافية مطلقة دون أن تنال العقاب
الكاتب :
"الغد 24"
محمد الغلوسي
رئيس جماعة بإقليم الصويرة يفوّت ممتلكات الجماعة لرئيس جماعة أخرى مجاورة لها بنفس الإقليم.
هذا الأخير يقوم بدوره بتفويت ما فُوّت له من طرف سعادة الرئيس إلى أشخاص آخرين...
سكان المنطقة ينتفضون ويقدمون شكاية باسمهم ضد الرئيس المفترض أنهم هم من اختاروه ليمثلهم ويدافع عن مصالحهم ويسعى إلى البحث عن "المداخيل" التي يمكن أن تساهم في التنمية!!؟؟
قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمراكش المكلف بجرائم الأموال يحيل المتهمين على غرفة الجنايات الابتدائية لدى نفس المحكمة، التي أمرت بإجراء خبرة، وهي الخبرة التي وقفت بالدليل القاطع على أرقام محلات سكنية تم تفويتها وعقار عبارة عن ساحة تم بيعه!!
لا تستغربوا! إنها الحقيقة المرة، فضلا عن دكاكين تم تفويتها بدورها... هذه الحقيقة الدامغة أكدها أيضا مجموعة من الشهود أمام القضاء!
غرفة الجنايات الابتدائية تقضي، وبعد تمتيع المتهمين بظروف التخفيف، بالحكم عليهما من أجل جناية تبديد اموال عمومية والمشاركة في ذلك بسنة حبسا نافذا وغرامة 50 ألف درهم وسقوط الدعوى العمومية في حق الأب لوفاته، الذي كان رئيسا للجماعة، قبل أن يتولى ابنه تسييرالجماعة!
غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بمراكش تقضي مساء هذا اليوم (الخميس 17 دجنبر 2020) بإلغاء هذا الحكم، والحكم من جديد على المتهمين بسنة حبسا موقوفة التنفيذ!!!
لكن ماذا كان سيحصل لو تعلق الأمر بمواطنين بسطاء أو نشطاء حقوقيين أو صحافيين؟؟
قصة رئيس جماعة فوت ممتلكات الجماعة في واضحة النهار وينال عقوبة سنة حبسا موقوف التنفيذ يعني بالدارجة "سورسي"، تصلح أن تتحول إلى فيلم وتُحكى للأجيال القادمة كدرس بيداغوجي وتربوي في النزاهة والشفافية والحكامة، تحت عنوان "كيف يمكنك أن تسرق الناس جميعا بشفافية مطلقة دون أن تنال العقاب"!
حقيقة، صدقوني، حاولت أن أستوعب هذا الذي يحصل دون جدوى، خجلت من نفسي، ولا أدري ماذا أقول!!! هناك من يسعى لقتل كل الأمل في المستقبل ويبعث رسالة طمأنة واضحة لناهبي المال العام والمفسدين...