استكمال بناء قبر الزعيم الاتحادي الراحل عبد الرحمن اليوسفي وإلى جانبه رفيق دربه الزعيم عبد الله إبراهيم
مقبرة الشهداء في الدارالبيضاء تجمع الزعيمين الاتحاديين عبد الله إبراهيم وعبد الرحمن اليوسفي
الكاتب :
جلال مدني
جلال مدني
تحل اليوم الأربعاء 8 يوليوز 2020 الذكرى الأربعين لوفاة الزعيم الاتحادي الكبير عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق، والكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي كانت وافته المنية يوم الجمعة 29 ماي 2020، ودفن بمقبرة الشهداء بمدينة الدارالبيضاء، بجوار الزعيم الاتحادي عبد الله إبراهيم، رفيق دربه في النضال وفي حزب القوات الشعبية...
ومن طرائف الزعيمين في السنوات الأولى للاستقلال السياسي، يحكي الراحل عبد الرحمن اليوسفي، في مذكراته "أحاديث في ما جرى"، عن اعتقاله سنة 1959 هو باعتباره رئيس تحرير جريدة "التحرير"، رفقة الفقيه البصري باعتباره المدير المسؤول عن الجريدة، بسبب صدور افتتاحية جاء فيها التأكيد على أن "الحكومة مسؤولة أمام الرأي العام"، فيما الوضع الطبيعي، كما يراه رئيس الدولة، هو أن "الحكومة مسؤولة أمام الملك"، فساقوهما معا، اليوسفي والبصري، إلى قاضي التحقيق، الذي "سألنا حول ماذا كنا نعنى ونقصد بتلك العبارة (الحكومة مسؤولة أمام الرأي العام)؟"...
وأوضح اليوسفي ما جرى بعد ذلك بالقول: "لقد شرحنا لقاضي التحقيق أن الرأي العام تمثله الصحافة التي أصبحت سلطة رابعة معترفا بها في العالم كله، إلى جانب السلطات الدستورية أي التنفيذية والتشريعية والقضائية. وزدنا في التوضيح كذلك أن كل المفكرين يُجمعون على أن هناك قوة رابعة في المجتمع هي قوة الرأي العام".
وأضاف اليوسفي أنه "تم الاحتفاظ بمحمد البصري في وضع اعتقال لمدة تزيد عن ستة أشهر، دون أن يقدم إلى أية محاكمة إلى أن تم إنهاء وجود جيش التحرير بالجنوب، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد أن التقى عبد الرحيم بوعبيد، الذي كان نائب رئيس الحكومة ووزير المالية والاقتصاد في حكومة عبد الله إبراهيم، مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن... حيث بادره عبد الرحیم بالقول: (سمو الأمير، إلى متى سيظل الفقيه البصري قابعا في السجن، لقد تجاوز اعتقاله أزيد من ستة أشهر، إذا ارتكب أي جرم فليقدم إلى المحاكمة، إذ ليس من العدل أن يظل رهن الاعتقال بدون أية متابعة)، فأجابه ولي العهد: (السي عبد الرحيم إنك على صواب، فهذا الفقيه إما أن يُعدم أو يُطلق سراحه)... وبعد مرور بضعة أيام عن هذا الحوار، ثم إطلاق الفقيه البصري بدون أية محاكمة".
ومضى الراحل اليوسفي يوضح ملابسات ما وقع آنذاك: "أما أنا، ونظرا لوضعي الصحي، فقد تم إطلاق سراحي بعد مضي 15 يوما من الاعتقال"، وأنه "بعد إطلاق سراحي، زارني رئيس الحكومة عبد الله ابراهيم، وأخبرني أنه بعد اعتقالي أنا والفقيه البصري، وأثناء انعقاد المجلس الوزاري برئاسة محمد الخامس، طرح عليه الملك سؤالا: (حکومتك مولاي عبد الله مسؤولة أمام من؟). فأجابه عبد الله إبراهيم: (أمام جلالتكم)، فرد عليه الملك: (ولماذا يكتب أصدقاؤك غير ذلك؟)… ولم يرد عبد الله ابراهیم".