الانتخابات الأمريكية.. هذه آخر التطورات في ظل انقسام حاد بين ترامب وبايدن وفي أوساط الأمريكيين
الكاتب :
"الغد 24" والوكالات
يحبس الأمريكيون أنفاسهم في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي جرت أول أمس الثلاثاء، وتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب ونائب الرئيس الأمريكي السابق، الديمقراطي جو بايدن.
وبينما يتواصل فرز الأصوات، خاصة في الولايات الحاسمة، التي يمكن لنتائجها تغيير اسم الرئيس الفائز في آخر اللحظات، أعلن ترامب "فوزه" في هذه الانتخابات، إذ قال في كلمة مقتضبة من البيت الأبيض "بصراحة، لقد فزنا في الانتخابات"، متحدثا عن "تزوير"، ومؤكدا أنه يعتزم اللجوء إلى المحكمة العليا.
وإعلان ترامب فوزه بشكل سابق لأوانه عند الساعة 02,20 بالتوقيت المحلي (07,20 ت غ) يعتبر أمرا غير مسبوق لرئيس أمريكي، فيما لا تزال الولايات تقوم بفرز الأصوات.
بيد أن فريق جو بايدن سرعان ما رد على تصريحات ترامب، إذ اعتبرها "فاضحة" وغير مسبوقة صادرة عن الرئيس.
وقال فريق الحملة الانتخابية الديمقراطية "إنها محاولة متعمدة لحرمان المواطنين الأمريكيين من حقوقهم الديمقراطية"، مؤكدا أنه مستعد "لمعركة قضائية" في حال لجأ ترامب إلى المحكمة العليا.
وكان بايدن صرح في وقت سابق أنه على الطريق الصحيح للفوز داعيا الأمريكيين إلى التحلي بالصبر. وأضاف بايدن أمام مناصريه الذين تجمعوا في معقله ويلمينغتون في ديلاوير "حافظوا على إيمانكم، سنفوز!". وقال "نعتقد أننا على الطريق الصحيح للفوز بهذه الانتخابات".
وعلى مدار ساعات الليل، دارت حرب أعصاب بين المرشحين ترامب وبايدن، اللذين يفصل بينهما كل شيء حيث توقع كل منهما فوزه في هذه الانتخابات التاريخية التي تأتي في ظل تفش واسع لفيروس كورونا في البلاد التي تعد الأكثر تضررا في العالم، واحتمالات حدوث أعمال عنف ومواجهات عقب الإعلان عن نتائجها النهائية.
وما أن أنهى بايدن كلمته، حتى جاء الرد من ترامب عبر تويتر. وكتب الرئيس المنتهية ولايته "نحن متقدمون وبفارق كبير، لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن نسمح لهم بذلك أبدا. لا يمكن الإدلاء بأصواتهم بعد إغلاق صناديق الاقتراع".
وفي بلد يشهد أزمات صحية واقتصادية واجتماعية بحجم تاريخي، يستعد الأمريكيون لليلة طويلة أو حتى أيام طويلة من الانتظار في ختام حملة انتخابية شهدت أجواء توتر شديد.
ويأمل بعض الديمقراطيين في معسكر بايدن في تحقيق انتصارات تاريخية في كارولاينا الشمالية أو جورجيا أو تكساس يبدو أنها تبددت.
واحتفظ الرئيس الجمهوري بفلوريدا التي سبق أن فاز فيها في 2016 مكذبا نتائج استطلاعات الرأي، كما فاز في أوهايو التي فاز فيها منذ 1964 كل المرشحين الذين وصلوا إلى الرئاسة. وفاز أيضا في تكساس المعقل الجمهوري الذي كان يبدو في أحد الأوقات مهددا.
لكن الطريق للفوز بولاية ثانية يبقى صعبا، ولا يزال يتعين على ترامب الفوز بالقسم الأكبر من الولايات الأساسية الأخرى التي ساهمت في فوزه المفاجىء سنة 2016.
وتبقى السيناريوهات مختلفة بالنسبة لبايدن لتحقيق النصر. وقد فاز المرشح الديمقراطي في أريزونا، المعقل السابق للمحافظين، وأول ولاية تنتقل من معسكر إلى آخر في هذه الانتخابات مقارنة مع 2016.
وتمر طريق بايدن إلى البيت الأبيض عبر الشمال الصناعي للبلاد. ولا يزال عليه الفوز بولايتين على الأقل من الولايات الثلاث المتنازع عليها في الشمال الصناعي (بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن) التي سبق أن فاز فيها الملياردير الأمريكي قبل أربع سنوات.
لكن في هذه الولايات فرز الأصوات قد يستمر لعدة أيام لاسيما بسبب المستوى القياسي للتصويت عبر البريد.
ويحتاج المرشح إلى 270 صوتا من أصوات كبار الناخبين للفوز في الانتخابات من أصل 538. وحتى هذه المرحلة نال الرئيس الرئيس المنتهية ولايته 214 من أصوات كبار الناخبين فيما نال بايدن 264.
وكما كان متوقعا إلى حد كبير، احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب، أمام مصير مجهول لمجلس الشيوخ الذي لا يزال يسيطر عليه الجمهوريون.
وبدون مفاجآت كبرى، فاز المرشحان بالولايات التي كان من المتوقع أن يفوزا فيها. فقد صوتت إنديانا وكنتاكي وآلاباما وإيداهو وتينيسي بين ولايات أخرى لصالح دونالد ترامب، فيما أعطت كاليفورنيا وفرجينيا ونيويورك وكولورادو وديلاوير أصواتها لبايدن.
وخلال انتظار النتائج وكذا طوال الحملة الانتخابية، عكست الولايات المتحدة صورة بلد منقسم إلى معسكرين متخاصمين انقطعت سبل التواصل بينهما. فعلى مدى أشهر، لوح ترامب بخطر وصول الديمقراطيين إلى السلطة، وقال الثلاثاء لمحطة "فوكس نيوز"، إنه "في حال فوزهم سيتغير بلدنا إلى غير رجعة".
ويكثف الديمقراطيون وفي مقدمهم بايدن وأوباما، تحذيراتهم من العواقب التي قد تكون مدمرة للمؤسسات الديمقراطية في حال فوز ترامب بولاية ثانية.
والمرشحان للانتخابات على طرفي نقيض. فمن جهة الجمهوري ملياردير من نيويورك وقطب عقارات سابق انتقل من تقديم برنامج لتلفزيون الواقع ليقتحم المعترك السياسي برسالة شعبوية تقوم على أساس "أمريكا أولا"، ولا يزال يصر على أنه "دخيل" على السياسة رغم أنه أمضى أربع سنوات في البيت الأبيض.
وفي المقابل، يعتبر الديمقراطي بايدن شخصية مخضرمة في السياسة ويتحدر من الطبقة الوسطى. وقد أمضى 36 عاما عضوا في مجلس الشيوخ وثماني سنوات نائبا لأوباما، وهو يقدم الوعود ببلسمة جراح البلاد إذا فاز في "المعركة من أجل روح الولايات المتحدة".