الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عودة طالبان إلى حكم أفغانستان.. الأمريكيون ليسوا أهلاً للثقة والنساء يخشين "أياما سوداء"

 
أثار الانهيار السريع لأفغانستان الشكوك حول مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي زاد من حدة الصدمة التي خلفها ترامب بعد فترة ولايته، وفق ما ذكر موقع "CGTN Arabic"، بناء على تقرير صادر عن موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صدر يوم الجمعة 13 غشت 2021...
وأشار التقرير إلى أنه عندما تقدمت طالبان بسرعة خاطفة، توقع الكثيرون في أوروبا أن يعيد بايدن ترسيخ "الوجود القوي" للولايات المتحدة في الشؤون الدولية، لكن تراجع الولايات المتحدة سيزرع بالتأكيد بذور الشك.
يقول المحلل الدفاعي الفرنسي فرانسوا هيسبورغ: "الفكرة التي تقول إن الأمريكيين، ليسوا أهلاً للثقة ستصبح أكثر رسوخًا بسبب أفغانستان". وأشار إلى أنه منذ فترة تولي أوباما، انسحبت الولايات المتحدة من العمليات العسكرية الخارجية، وخلال فترة إدارة ترامب "كان علينا الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة التي لم تعد مستعدة لتحمل التزامات التحالف ذات المسؤولية غير المحدودة".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ في البرلمان البريطاني، توم توجندهات، إن "الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من أفغانستان بعد وجود امتد لـ20 عامًا وفقد الكثير من الأرواح وبذل الكثير من الجهود سيجعل الحلفاء القائمين والمحتملين حول العالم يشكون ويدركون أن بعض الدول لن تعود إلى موقع القوة مرة أخرى".
 
 
ويتوقع المحللون أن تؤدي عملية الانسحاب الفوضوية للولايات المتحدة من أفغانستان إلى فقدان ثقة حلفائها. قال بريت برون، الدبلوماسي الأمريكي السابق، الذي عمل في إدارة أوباما: "لا تنسوا أن الأضرار الجانبية الناجمة عن الانهيار الكارثي لأفغانستان ستؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه لمصداقية الولايات المتحدة، وخاصة مع حلفائنا. خذ المملكة المتحدة كمثال، لقد فقدوا 457 جنديًا، وعندما نذكر العلاقة الخاصة بين البلدين في المرة القادمة، فإن العديد من العائلات والقادة السياسيين سيشككون فيها".
 
 
يقول المحللون إنه مع بدء الناخبين في التشكيك في الغرض من هذه الحرب التي استمرت لـ20 عامًا، سيتم إلقاء اللوم على بايدن في التأثير.
وقال بريت برون: "التحدي بالنسبة لبايدن هو أن الأمريكيين، كما هو الحال مع قضية العراق، يريدون سحب القوات من أفغانستان، لكن حقيقة وصور فشلنا في نشرة الأخبار المسائية صعبة في قبولها بالنسبة للكثير من الأمريكيين".
من جهة أخرى، وبعدما استكملت حركة طالبان، أمس الأحد 15 غشت 2021، اكتساحها لأغلب المدن في أفغانستان، ثم دخلت العاصمة كابول بدون قتال وسيطرت عليها بعد عقدين من الزمن على طردها منها، يجمع المراقبون على أن النساء والفتيات سيعشن "أياما سوداء"،  ولطالما استُهدفت الأفغانيات لمعارضتهن اعتداءات طالبان، أو لتوليهن مناصب قيادية.
 
ضياع حقوق النساء
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أفادت، في يوليوز الماضي، أنه ومنذ مطلع 2021، تزايد عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان بنحو 50 في المائة، مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى من النساء والأطفال بالمقارنة مع فترة الأشهر الستة الأولى من أي عام منذ بدء التسجيل في 2009. واتهمت الحكومة الأفغانية حركة طالبان بالضلوع في أغلب جرائم الاغتيال تلك.
 
 
ومع سيطرة طالبان على البلاد، يخشى الكثير ضياع حقوق النساء مع إلغاء الحركة لأغلب تلك الحريات التي انتزعنها خلال 20 عاما، بعد أن ساعدت الولايات المتحدة عبر القوات التي تقودها في الإشراف على مسار انتقال البلاد إلى الديمقراطية.
وهذا ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الأحد، طالبان وجميع الأطراف الأفغانية الأخرى إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" وأبدى "قلقه خصوصا حيال مستقبل النساء والفتيات اللواتي يجب حماية حقوقهن المكتسبة بصعوبة".
فخلال سيطرتها على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت طالبان تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.
إلا أن الحركة قدمت الأحد في خطابها وجها فيه نوع من الاعتدال بخصوص هذه القضايا، وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم، في تصريح لتلفزيون الجزيرة القطرية، إن "الحركة لديها قنوات اتصال مع دول أجنبية وترغب في تنمية هذه القنوات"، مضيفا أن "طالبان تحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية". وخلص إلى القول "ندعو كل الدول والكيانات إلى الجلوس معنا لتسوية أي مشكلات".
 
قوائم الزواج القسري
ومع سقوط كابول، يخشى أن يكون الأوان قد فات لإطلاق مناشدات والحصول على المساعدة. فقد أفادت تقارير عديدة بقيام طالبان بتفقد منازل المواطنين لإعداد قوائم للنساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و45 عاما، بغرض تزويجهن قسرا من المقاتلين الإسلاميين. وفي نفس الوقت أخطرت الحركة النساء بوجوب عدم مغادرة المنزل إلا في حال رافقهن الرجال. وأنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الدراسة أو اختيار الملابس التي يرغبن في ارتدائها بحرية. وأقفلت المدارس أيضا. لكن طالبان تنفي العودة لتلك الممارسات. 
وبالنسبة لجيل كامل من الأفغانيات اللواتي نجحن في اقتحام الحياة العامة والعمل كمشرعات وصحافيات ومحافظات وطبيبات وممرضات ومعلمات وعاملات في الإدارات العامة، فإن خسارة كبيرة تنتظرهن.
 
النساء تحت حكم طالبان
عندما حكمت طالبان المتشددة البلاد من 1996 إلى 2001، تم فرض الشريعة الإسلامية. وبات العمل غير مسموح للمرأة، كما منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس، وكان على النساء تغطية وجوههن في الأماكن العامة، ودائما ما يصطحبهن رجل من أقربائهن إذا ما أردن الخروج من المنزل.
أما النساء اللواتي خالفن تلك القواعد المتشددة، فقد تعرضن في بعض الأحيان للإذلال والضرب العلني على أيدي الشرطة الدينية. وأقدمت الحركة على تنفيذ عمليات إعدام علنية، وتم معاقبة اللصوص بقطع الأيدي ورجم النساء اللواتي اتهمن بارتكاب الزنا.
ورغم أن التقارير لم تورد حتى الساعة ممارسة الحركة لمثل تلك الفظائع في المناطق التي خضعت مؤخرا لسيطرتها، فقد تم مؤخرا الإبلاغ عن معاملة طالبان للنساء والفتيات بشكل يوحي بأنها عازمة على العودة إلى تلك الممارسات.