الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ارتفاع خسائر إعصار أيدا والملك محمد السادس يعزي الرئيس جوزيف روتبيني بايدن


بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جوزيف روتبيني بايدن، على إثر الخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي خلفها إعصار أيدا الذي ضرب مناطق بشمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
ومما جاء في برقية الملك "على إثر الخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي خلفها إعصار إيدا الذي ضرب مناطق بشمال شرق بلدكم، أعرب لفخامتكم، ومن خلالكم للأسر المكلومة وللشعب الأمريكي الصديق، عن أحر التعازي وصادق مشاعر التضامن والمواساة، راجيا لكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء".
وأضاف الملك "وتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول أخلص مشاعر تعاطفي، مشفوعة بأسمى عبارات تقديري".
وارتفعت حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات التي خلّفها الإعصار "أيدا" في منطقة نيويورك وضاحيتها إلى 47 شخصاً على الأقلّ، الأربعاء والخميس، في إطار حدث "غير مسبوق" مرتبط بالطقس أرجعه المسؤولون إلى التغيّر المناخي، ما دعا عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى المطالبة، أمس الجمعة 3 سبتمبر 2021، بخوض معركة شرسة ضدّ التغيّر المناخي...
وبعد ستّة وثلاثين ساعة على هذه الظاهرة الجوّية المفاجئة والتاريخيّة في نيويورك، وصل الرئيس جو بايدن إلى لويزيانا (جنوب)، أوّل ولاية ضربها إعصار أيدا يوم الأحد الماضي.
وقال الرئيس بايدن، خلال اجتماع مع مسؤولين محلّيين في لابلاس في لويزيانا التي زارها لبضع ساعات من أجل تقييم الأضرار، إنّ "الأمور تتغيّر بشكل جذري في مجال البيئة. لقد تجاوزنا بالفعل عتبات معيّنة".
وأضاف بايدن "لا يمكننا إعادة بناء الطرقات والطرق السريعة والجسور أو أيّ شيء مثلما كان مِن قبل"، بل يجب أن "نعيد البناء بشكل أفضل".
وأطلق بايدن برامج استثماريّة ضخمة، يقترب إجمالي كلفتها من 5000 مليار دولار، ويُفترَض أن تستجيب جزئيًا لحالة الطوارئ المناخيّة. ومن المقرّر أن يدرسها الكونغرس الأميركي هذا الخريف.
وتُعتبر الأعاصير والعواصف ظاهرة متكرّرة في الولايات المتحدة. وحذّر العلماء من أنّ ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط يؤدّي إلى زيادة شدّة العواصف، خاصّة في المدن الساحليّة مثل نيويورك.
بدوره ندّد رئيس بلديّة نيويورك بيل دي بلاسيو بتغيّر المناخ وقال "هذه العاصفة يجب أن توقِظنا. إنّه تحدٍّ جديد (...) مقارنة بالوقت الذي كنّا نربط فيه الفيضانات بالمناطق الساحليّة" فقط، في إشارة منه إلى إعصار ساندي في أكتوبر 2012.
وتوجّه بايدن في وقت سابق إلى مدينة نيو أورلينز، أمس الجمعة، لمعاينة الأضرار التي خلّفها الإعصار أيدا الذي ضرب سواحل خليج المكسيك قبل أن يتسبّب بعواصف وأمطار غزيرة أغرقت نيويورك.
وهذه هي الرحلة الأولى لبايدن خارج منطقة واشنطن منذ أزمة الإجلاء التي رافقت انسحاب القوّات الأميركيّة والغربيّة من أفغانستان، والتقى مسؤولين محلّيين ومن ولاية لويزيانا وتفقّد الأضرار بواسطة طائرة مروحيّة.
وفي إطار حرصه على إعادة التركيز على القضايا المحلّية، استخدم بايدن هذه الزيارة لتسليط الضوء على أزمة التغيّر المناخي التي تندرج ضمن أولويّاته.
وقال الرئيس الأمريكي إنّ الإعصار أيدا والحرائق البرّية التي لا يمكن السيطرة عليها في غرب الولايات المتحدة "تذكير آخر" بهذه الأزمة. وأضاف في كلمة في البيت الأبيض "إنّها مسألة حياة أو موت وعلينا مواجهتها معا".
وتسبّب الإعصار أيدا، وهو عاصفة من الفئة الرابعة، بفيضانات ورياح عاتية في جنوب الولايات المتحدة خلّفت أضراراً مادّية وبشريّة.
وضرب الإعصار ولايات ألاباما ولويزيانا وميسيسيبي قبل أن تتوجّه عواصفه شمالاً إلى نيويورك ونيوجيرزي وبنسلفانيا، ما أدّى إلى إغراق أنفاق مترو مدينة نيويورك وشوارعها بالمياه.
وفي نيو أورلينز، حرم نحو مليون شخص من الكهرباء بسبب الإعصار، ولا تزال أجزاء من المدينة بدون تيّار كهربائي أو مياه.
والخميس، خاطب بايدن المتضرّرين من جرّاء أيدا بالقول "نحن جميعاً في هذا معاً. البلاد مستعدّة لتقديم العون". وأضاف أنّه أمر باستخدام طائرات بدون طيار وأقمار اصطناعية عسكرية للمساعدة في مسح الأضرار وتسريع أعمال الإصلاح "المعقدة والخطيرة". كما أمر باستخدام احتياطي النفط الأميركي لتخفيف نقص الإمدادات في المصافي، قائلاً "رسالتي إلى سكان ساحل الخليج (...) نحن هنا من أجلكم".