الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودليل بوبكر عميد المسجد الكبير فى باريس
مسلمو فرنسا يخططون لتدريب الأئمة والحكومة تتجه لفك الارتباط مع أئمة تركيا والجزائر والمغرب
الكاتب :
"الغد 24" والوكالات
عقد المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة اجتماعاً، نهاية الأسبوع الماضي، من أجل العمل على مسألة منع التطرف وتفكيك الخطاب المتطرّف، وتدريب رجال الدين، الشيء الذي سينهي عمليا التعاون مع 300 إمام، وبالخصوص منهم الأئمة من تركيا والجزائر، فيما تحوم شكوك حول أئمة المغرب. جاء ذلك ذلك بعد مطالبة الرئيس الفرنسي بإعادة "هيكلة الإسلام" في فرنسا...
وقال المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة، في بيان، أمس الاثنين 2 نوفمبر 2020، إنّ "المتطرّفين غالباً ما يكونون منفصلين عن المؤسّسات الدينيّة، ويُصبحون متطرّفين بشكل أساسي عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعيّة". وأضاف "يجب على المسؤولين المسلمين التكيّف مع هذا الوضع"، والاستفادة بشكل أكبر من تقنيّات الاتّصال الخاصّة بالشباب.
ولهذا الغرض، قُدّمت مقترحات عدّة خلال اجتماعين عقدهما المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة عبر الفيديو، بينها "إنشاء وحدات مسؤولة عن تفكيك الخطاب المتطرّف".
وفي ما يتعلّق بالموضوع الشائك المتمثّل في تدريب رجال الدين، وهي مسألة غير منظّمة في فرنسا، يعتقد المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة أنّ هناك "إرادة وإمكانيّة حقيقيّة للتوصّل إلى اتّفاق بشأن دورة تدريبيّة مشتركة".
وقد نوقِشت أيضاً خلال الاجتماع مسألة شهادات الأئمّة التي بُحثت مراراً دون نتيجة خلال السنوات المنصرمة، وهي مسألة تسمح بالتحقّق من المستوى التعليمي لدى رجال الدين و"قدرتهم على رعاية المؤمنين، ولاسيّما الأصغر سنّاً بينهم".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء عرضه، في أكتوبر الماضي، مشروع قانون حول الانعزالية يهدف خصوصاً إلى "هيكلة الإسلام" في فرنسا، إنّه يجب على المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة، المحاور الرئيسي للسلطات، أن يؤسّس، خلال ستّة أشهر، مسار "تأهيل تدريب الأئمّة"، وتنظيم "شهادات" اعتماد لهم، ووضع "ميثاق يؤدّي عدم احترامه إلى العزل".
وسيُتيح تدريب الأئمّة تحقيق هدف آخَر بالنسبة إلى الحكومة الفرنسيّة، يتمثّل في إنهاء التعاون مع 300 إمام، أو غالبا مع الأئمة من تركيا والجزائر، في حين يجري نقاش حول أئمة المغرب، وما إذا كانوا هم أيضا سيجري فك التعاون معهم، باعتبار أن فكرة التدريب، وفق مصادر فرنسية، هي أصلا فكرة مغربية، وتدخل ضمن برنامج الإصلاح الديني، الذي كان المغرب اعتمده، وتضمن، من بين ما تضمنه من أوراش، تأسيس مركز تأهيل وتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، إضافة إلى إحداث المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة... وتشير المصادر ذاتها إلى أن هناك إشارات فرنسية رسمية للاستفادة من التجربة المغربية في ما يخص ورش "هيكلة الإسلام"، ضمن مشروع قانون حول الانعزالية، الذي يتابعه الرئيس الفرنسي...