الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

هاذ الشي ديال الفيزا بسّلْ.. الجمعيات الحقوقية المغربية مطالبة بمقاضاة القنصليات الفرنسية

 
محمد نجيب كومينة
 
 
منح تأشيرة الدخول إلى التراب الوطني التابع لدولة، أو لتراب مجموعة دول من قبيل الاتحاد الأوروبي، قرار سيادي يحتكم إلى اعتبارات أمنية وغيرها.. لكن السؤال يثور عندما يفتح المغرب أبوابه للأوروبيين ويتجنب المعاملة بالمثل مراهنا على تطور الشراكة مع الاتحاد الأوروبي كي لا تبقى مقتصرة على حرية حركة السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأرباح، وأيضا حرية انتقال الأشخاص في اتجاه واحد، هل نقبل بإساءة الدول الأوروبية التي تظهر من المعاملات الفجة لطالبي التأشيرة ونصمت؟
 
هذا السؤال يطرح بإلحاح بالنسبة للقنصليات الفرنسية على الخصوص، حيث باتت المزاجية والرغبة في الإهانة من طرف موظفي هذه القنصليات، ومعهم موظفو شركة "تي.إل.إس" المملوكة لفرنسيين، متضخميْن منذ إعلان الخارجية الفرنسية عن تخفيض التأشيرات الممنوحة للمغاربة بالنصف كعقاب جماعي يروم الضغط والتأديب، فضلا عن تعمّد رفض التأشيرات لشخصيات مغربية ولرجال أعمال ومثقفين وباحثين ومنتدبين من طرف إداراتهم أو مؤسساتهم لحضور مؤتمرات أو أنشطة...، كي يَظهر الطابع العقابي لقرار الرفض وتبرز الإهانة!
 
كل ما بني في العلاقات المغربية الفرنسية على مدى عقود يبرز اتجاه إلى هدمه بكثير من العمى السياسي والاستراتيجي بإطلاق يد موظفين لا يملكون نفس المعرفة والقدرات التي كان يتوفر عليها موظفو الخارجية الفرنسية في العقود السابقة، موظفون بلا ثقافة، تعكس إرث الثقافة الفرنسية، وبلا حس سياسي ولا حتى آداب التصرف أحيانا.
 
وينضاف إلى ما سبق أن القنصليات الفرنسية، ومعها "تي.إل.إس"، اهتبلتها فرصة للتربح بإفراط على حساب طالبي التأشيرة، بحيث إن عدد الأشخاص الذين تم رفض منحهم التأشيرة ضخم، لكن كل ما يؤدونه يُسلب منهم بطرق أقل ما يقال عنها إنها تنتمي إلى أساليب النهب المنظم...
 
لذلك فإن كل جمعيات حماية المستهلك وجمعيات حقوق الإنسان، المتحررة من التأثير الفرنسي، وغيرها من الجهات المعنية، يجب أن تتصدى لهذا النهب بمراسلة كل الجهات المعنية هنا وأوروبيا، وإن اقتضى الحال اللجوء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والقضاء الأوروبي والدولي عموما، بناء على حالات تتصل بالصحة والحياة والدراسة والأعمال وغيرها. مبادرات ستكون في محلها، وفي وقتها... هاذ الشي بسّلْ!!!
 
ملحوظة: لست معنيا بشكل شخصي ولم أطلب فيزا أوروبية منذ سنوات حتى لا يعتقد أحد أن موقفي رد فعل. هذا موقف مبدئي...