الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ماكرون يتفهم مشاعر المسلمين ويتّهم أردوغان بالتحريف والتوتير ويدافع عن حرية التعبير

 
اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، نظيره التركي الظلامي رجب طيب أردوغان بتبني موقف "عدواني" تجاه شركائه في حلف شمال الأطلسي، معتبرا أن التوترات قد تنحسر في حال أظهر أردوغان الاحترام وتوقف عن إطلاق الأكاذيب.
وقال ماكرون، في مقابلة مع قناة الجزيرة "لدى تركيا موقف عدواني تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي"، مستنكرا سلوك تركيا في سوريا وليبيا والمتوسط.
وأعرب ماكرون عم الأمل في أن تهدأ الأمور، لكن من أجل أن يحدث هذا من الضروري أن "يحترم الرئيس التركي فرنسا ويحترم الاتحاد الأوروبي وقيمهما، وألا يطلق الأكاذيب وألا يتفوه بالإهانات".
ووصف ماكرون تدخل تركيا في سوريا بأنه "عدوان" على شركائه في حلف الأطلسي، قائلا إن أنقرة لم تحترم حظر السلاح في ليبيا، بينما أظهرت سلوكا "عدوانيا للغاية" في شرق المتوسط.
وأضاف ان "لدى تركيا ميولا إمبريالية في المنطقة، وأعتقد أن هذه الميول ليست شيئا جيدا لاستقرارها، هذا هو الأمر".
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن معاملة المسلمين في البلاد، تتم بنفس طريقة معاملة ممثلي الطوائف الأخرى، معتبرا أنه يمكن للمسلمين "ممارسة شعائرهم الدينية بحرية".
وقال ماكرون "بلدنا ليس لديه مشاكل مع أي دين، والموقف من المسلمين في فرنسا، هو نفسه تجاه ممثلي الطوائف الأخرى. يمكن للمسلمين ممارسة عقيدتهم بحرية".
وأشار ماكرون، إلى أنه في فرنسا، على المستوى التشريعي، لا يُسمح بأي نوع من العنصرية أو القومية أو الشوفينية. وفي الوقت نفسه، شدد ماكرون على أن السلطات الفرنسية لن تسمح لأحد بانتهاك قوانين البلاد باسم الدين، لاسيما قانون المساواة بين الجنسين، الذي ينص على المساواة بين الرجل والمرأة.
وقال ماكرون: "أنا أتفهم مشاعر المسلمين، لكن دوري يكمن أيضا في حماية الحقوق، بما في ذلك حق الشعب الفرنسي في حرية التعبير".
وشدد على أن "المؤسسات التي تطبع الرسوم الكاريكاتورية، ليست وسائل إعلام رسمية، بل هي وسائط إعلام مستقلة، لكن هذا لا يعني أنني شخصيا أؤيد كل ما يقال ويكتب ويرسم فيها".
وعموما جاء تدخل الرئيس ماكرون مفحما، دافع عن العديد من حقوق الإنسان في أبعادها الكونية الحضارية، التي لا يؤمن بها الإسلام وتناهضها الشريعة الإسلامية، وشرح لقطيع البقر والخرفان أن دفاعه هو عن حرية التعبير وليس عن الرسومات الكاريكاتورية، وأبرز، بكل وضوح، أن الرئيس التركي أردوغان هو الذي يلعب هذه اللعبة الخطرة، بتحريف كلامه وتوتير الأجواء...
بيد أن المسألة الأساسية تبقى في اختيار الرئيس الفرنسي قناة "الجزيرة" للإدلاء بهذه التصريحات، التي تباهى بها الخرفان القطريون، في حين أن اختيار ماكرون قناة "الجزيرة" يحمل إشارة فرنسية إلى أنها هي التي حرّكت وحشدت الرأي العام الإسلامي ضد فرنسا، ولأنها هي التي نفذت أوامر وتأويلات الظلامي أردوغان لترويج تصريحات ماكرون على نحو خاطئ، وهي التي دعت لمقاطعة البضائع الفرنسية، للتغطية على حملة المقاطعة القطرية، وبذلك، كان ماكرون يرد على الجزيرة وأكاذيبها وعلى سيدها أردوغان وأكاذيبه بالحديث إليها في عقر دائرتها الظلامية...

لكن قطيع البقر والخرفان يلزمه سنوات ضوئية ليفهم أن فرنسا دولة حرة، مع حرية التعبير، دولة الحضارة، وليست دولة دينية، دولة لا يهمها لا المسيحية ولا اليهودية ولا الإسلام ولا كتبهم ولا رسلهم، وإنما هي دولة القيم والحريات، وفي مقدمتها حرية المعتقد، أو حرية الضمير، التي لا يعترف بها الإسلام، فدول الإسلام تعاقب عليها بالسجن، والمسلمون يعاقبون عليها بالقتل والذبح وقطع الرؤوس...