حسن أحراث: التضامن مع حامي الدين قتلٌ ثانٍ للشهيد أيت الجيد
الكاتب :
"الغد 24"
حسن أحراث
التضامن مع قاتل الشهيد مشاركةٌ في قتل الشهيد. واغتيال المناضل محمد بنعيسى أيت الجيد جريمة النظام القائم بأيادي القوى الظلامية، كما جريمتا اغتيال الشهيدين عمر بنجلون والمعطي بوملي، وجرائم أخرى سابقة ولاحقة. والحكم أخيراً على المدعو عبد العالي حامي الدين، القيادي بحزب العدالة والتنمية، بثلاث سنوات سجناً نافذاً وغرامة عشرين ألف درهم لا يعني إنصاف الشهيد وعائلته الصغيرة أو الكبيرة.
والفظيع بكل المقاييس، ومنها الأخلاقية، أن تجد بعض المتضامنين مع المدعو حامي الدين أعضاء في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بل كانوا قياديين بها، والشهيد كان مناضلا في صفوف الجمعية!!
هل تبخّرت دعوات الجمعية لكشف الحقيقة وعدم الإفلات من العقاب؟!!
ألم تتقدم إبان جلسات المحاكمة مرافعات دفاع الطرف المدني المتمثل في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعائلة الشهيد؟!!
إنه شكل من أشكال المس بمصداقية الجمعية والطعن في مبدئية التعاطي مع الشأن الحقوقي، بل وتوظيفه..
إن الأمر بعيد عن "الحق في الاختلاف" أو حرية الرأي؛
إنه قتل ثان للشهيد أيت الجيد بدون خجل وبأيادي ناعمة، تماما كما الصمت عن هذه التجاوزات الماكرة..
وما يرفع عنصر المفاجأة عن هذه الممارسة المشبوهة هو معانقة هؤلاء المتضامنين للقوى الظلامية بمناسبة وبدونها، وتأطيرها سياسيا بمختلف الشعارات..
أما الحديث عن تصفية الحسابات السياسية و"التسييس..." وعدم استقلالية القضاء وعدم نزاهته، فمتى كان غير ذلك، الأمس أو اليوم؟!!
أليس الحكم بثلاث سنوات فقط في جريمةِ اغتيالٍ ثابتة الأركان وتكييف تهمة "المشاركة في القتل العمد" وبعد حوالي ثلاثين سنة طمسا لمعالم الجريمة وقتلا آخر للشهيد لا يقل بشاعة؟!!
ومن يرفع عقيرته الآن لتبرير تضامنه/تواطئه مع واحدٍ من قتلة الشهيد، ألم تكن تصفية حسابات سياسية إبان محاكمة المناضلين في صفوف الحركة الطلابية، وخاصة بموقع فاس ولسنوات طويلة؟!! هل كان حينذاك القضاء نزيها ومستقلا؟!!
كفى من التضليل واللعب على حبل "الواجهة" وتمرير المغالطات...
المجد للشهيد أيت الجيد ولكافة شهداء شعبنا..
الخزي لقتلة الشهداء، المباشرين وغير المباشرين، ومن أي موقع..