الشوباني والطنز العكري.. المعارضة تقاطع دورة أكتوبر لجهة درعة تافيلالت وتتهيأ لعزل الرئيس
الكاتب :
جلال مدني
تعليق إخباري: جلال مدني
الظاهر أن القيادي في حزب العدالة والتنمية، الحبيب الشوباني، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، لم يفهم، أو بالأحرى يتصرف كما "الأبهل"، وهو يحاول أن يشرح للرأي العا فشله الذريع في عقد الدورة العادية لشهر أكتوبر لمجلس الجهة، يوم أمس الاثنين، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لذلك، نظرا لمقاطعة المعارضة، التي تركت له الجمل بما حمل.
الرئيس الإخواني "المتعجرف"، كما يسميه معارضوه، اضطر إلى رفع الجلسة، بالقول، في كلمة بالمناسبة، بحضور والي جهة درعة تافيلالت عامل إقليم الرشيدية، يحضيه بوشعاب، إنه "بعد تسجيل عدم اكتمال نصاب انعقاد الدورة طبقا للقانون، وتأسيسا على المادة 45 من القانون التنظيمي للجهات، سيتم تأجيل ورفع هذه الجلسة على أساس عقد الجلسة الثانية داخل ثلاثة أو خمسة أيام، وبناء عليه نرفع هذه الجلسة".
الرئيس الإخواني "العبثي"، كما يصفه معارضوه، سارع إلى حائطه الفايسبوكي، ليحنّش فيه ما عنّت له نفسه الأمارة بالسوء، التي خبر الرأي العام سوءاتها، منذ كان وزيرا في حكومة بنكيران المندحر، ليكمل سوءاته في جهة درعة تافيلالت، قبل أن تصدمه المعارضة، التي ضاقت درعا بسوءاته، التي لا تنتهي، لتقول له: "جْمعْ راسك وطلع برا جهة درعة تافيلالت ما شي ديالك"...
ولأن الرئيس الإخواني "المهزلة"، كما يصف معارضوه سياساته الفاسدة وتدبيره للجهة، فقد كتب على حائط مبكاه الأزرق شاكيا أنه لم يجد أي تفسير مقبول وعقلاني لعدم حضور أعضاء المعارضة في الجلسة الأولى لدورة أكتوبر العادية، وفي السنة الأخيرة من الولاية الانتدابية.
وزاد الرئيس "العابث بالمال العام"، كما يتهمه معارضوه في مجلس الجهة، ساخرا بطريقة بئيسة تجسد ما يسميه المغاربة بـ"الطنز العكري"، مستعرضا جدول أعمال دورة أكتوبر، وما تتضمنه من قضايا مبرمجة، وشرع يتحدث عن الطرق والقناطر وفك العزلة والتنمية والتأهيل والتعاونيات والفرق الرياضية وغيرها من الملفات ضمن "45 نقطة" مبرمجة في جدول أعمال الدورة، لينحدر الرئيس العبثي إلى القاع في "طنزه العكري" بالتساؤل غامزا من قناة المعارضة: هل هذه المواضيع لا تستحق حضور الأعضاء المتغيبين، وهل بمثل هذه المسلكيات الغريبة عن الفعل المعارض المسؤول يمكن لأي منتخب أن يمتلك شجاعة تفسير مثل هذه المواقف للرأي العام؟!
بيد إن المعارضة لم تسكت له، فإذا كان يتفاهم (من الفهامة) وتذاكى (من الذكاء) ويستهبل، فإن المعارضة خرجت له بوضوح، أن وجوده في رئاسة مجلس الجهة هو قمة العبث، وأن ممارساته الفاسدة تتطلب عزله من هذه المهة، التي ظل خلالها يستهتر بمصالح السكان والمنطقة...
وقالت فتيحة جبور، رئيسة الفريق الاستقلالي بمجلس جهة درعة تافيلالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عدم حضور المعارضة للدورة العادية لشهر أكتوبر يرجع للخروقات القانونية المتعددة التي ارتكبها رئيس المجلس.
فرئيس المجلس ليس له خرق واحد أو اثنين أو ثلاثة، بل إن خروقاته بلا عد ولا حصر، ما جعل المعارضة ترفع في وجهه مطلب العزل، نظرا لـ"رعونته المعهودة، وتجاوزاته السافرة للقانون، وأخطائه الجسيمة، والكارثية، في تدبير دورات المجلس"، كما سبق أن سجل بيان مشترك لمكونات المعارضة في مجلس جهة درعة تافيلالت...
ومما تورده المعارضة، ما فعله الشوباني عند رفع دورة مارس 2020، التي "أبانت عن الوجه الحقيقي للرئيس، الذي نزع قناعه، وأبان عن معدنه عبر تلفظه بقاموس كامل من الأوصاف القدحية، والألفاظ النابية، التي يندى لها الجبين في حق أعضاء المعارضة".
ملفات المعارضة عن خروقات الرئيس، كما سبق القول، هي بلا عد ولا حصر، بسبب أنه، كما تجمع على ذلك المعارضة، يشتغل بطريقة انفرادية، ويخدم أجندة سياسية أدت إلى توقف عجلة التنمية بالجهة منذ أزيد من سنتين، إلى درجة أن مجلس الجهة لم ينجز أية مشاريع تنموية بعد أربع سنوات من التسيير...
الشوباني.. لن ينفعك الطنز العكري.. ولم يعد أمامك إلا أن تقدم استقالتك، ولن ينفعك ذلك، لأن العارضة عازمة على محاسبتك على سنوات الفساد والإفساد...