الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

المعبر الحدودي الكركرات.. هذه رهانات ميليشيات البوليساريو وهذا ما يفعله الجيش المغربي

 
حاول موقع "الغد 24" تحري ما يحدث، حاليا، في المعبر الحدودي الكركرات، فالجميع يتحدث عن الكركرات، والبعض يتحدث عن عربدات لميليشيات البوليساريو وعن مخيمات وعن إغلاق...

أجرينا اتصالات متعددة مع مصادر من مدينة الداخلة، وكذا مع حقوقيين متتبعين لتطورات النزاع في أقاليمنا الجنوبية، وعلى رأسهم صديق الموقع الناشط الحقوقي والمدني نوفل البعمري، وفي الوقت نفسه، تفحّصنا الأخبار المتواترة، كتابة وفيديوهات، فوجدنا أن الأمر لا يعدو أن يكون ردَّ فعل نفسي وتعبيرا عن صدمة سياسية من التقدم الكبير والنوعي المحرز في ميناء مهيرز، الذي يشيده المغرب في الأقاليم الصحراوية الجنوبية...

ميناء مهيرز يقع على بعد 300 كلم من الداخلة، و65 كلم من معبر الكركرات، وسيلعب دورا حيويا في المنطقة، سواء على مستوى تنقل الأشخاص أو تنقل البضائع بشكل خاص، وهذا ما يجعل ميليشيات البوليساريو تصاب بأعراض اليأس، وهي ترى رمال الصحراء تخرج من يديها، فلم تجد غير الجذبات الإعلامية، الشبيهة بانتفاضة الغريق.. قبل الغرق السحيق...

ما يجري حاليا في المنطقة يضع المغرب في موقع قوة، فهو يبني ميناء مهما في المنطقة، سيكون بديلا لمعبر الكركرات، كما سيخفف الضغط على هذا المعبر الحدودي، وسيساهم في ترويج التنقل البحري من وإلى ميناء مهيرز...

ولذلك، يقول الناشط الحقوقي والخبير بملف الصحراء المغربية، نوفل البعمري، إن ما نشاهده من تحرك هو رد فعل لا يمكن أن يُعطى له أكثرمن حجمه الطبيعي كتحرك مليشياتي في المنطقة...

وكشف نوفل البعمري، لموقع "الغد 24" أن الكثير من الفيديوهات والصور، التي تنشر، لا علاقة لها بها بالمنطقة، بل منها ما يتعلق بمؤتمر الجبهة السابق، آخرها شريط الفيديو الذي نشر تحت عنوان قافلة تنتقل للكركرات، وهو يتعلق بمؤتمر الجبهة...

لكل ذلك، وجب الحذر مما يُنشر ويروج في وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتقد اتلبعمري أنه يجب التعامل معه بحذر وبالكثير من التمحيص، لأن جزءا من المعركة هي نفسية، وهي موجهة ضد المغاربة، إذ يريدون إظهار الدولة بمظهر الضعف، وتوجيه النقاش إلى مساءلتها بدل طرح النقاش الحقيقي، هل ما تقوم به البوليساريو يعني فقط المغرب؟ وهل تحركها يوافق الشرعية الدولية؟

إن مليشيات البوليساريو، التي تتحرك، اليوم، تضع نفسها في مواجهة الأمم المتحدة أكثر من مواجهتها ضد المغرب، لأن هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن تلزم الجبهة بالعودة إلى ما وراء المنطقة العازلة، الشيء الذي يجعل من مهمة بعثة المينَورسو محط تساؤل واقعي، إذا لم تعد تستطيع الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة، فما الداعي من استمرارها، خاصة أن المغرب له كامل القدرة العسكرية على ضمان أمنه وسلامته، ورد أي عدوان، ويعرف جيدا كيف "يربي" أي جهة "يزيغ عليها راسها"، وهذا ما يفسر التحركات، التي قد يقوم بها الجيش المغربي للتأكيد، في حال لم تتحمل بعثة المينَورسو مسؤوليتها اتجاه الوضع في المنطقة، أنه قادر على النيابة عنها لفرض السلم والأمن، ورد أي عدوان أو استفزاز، وكذلك لحماية القوافل التجارية الدولية، التي تمر من المعبر.