الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

آسفي.. غضب في الفايسبوك ولدى أسرة التعليم ضد قرار تعسفي بإعفاء مدير إعدادية وادي الذهب

 
قطاع التعليم في مدينة آسفي يغلي، مئات التعبيرات عن التضامن تجوب الشبكة الإلكترونية، من خلال الفايسبوك والواتساب بالخصوص، والسبب: قرار تعسفي صدم أسرة التعليم يوم الاثنين الماضي، ويتمثل في إعفاء واحد من أكثر المديرين نزاهة وإخلاصا في العمل، وهو مدير ثانوية وادي الذهب الاعدادية بآسفي، غبد الفتاح بوسخان، من طرف المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بآسفي...

القرار التعسفي بالإعفاء جاء، حسب بلاغ الإعفاء، بسبب عدم رد المدير على مكالمات المندوب وموظفي النيابة، وعدم احترام البرتوكول الصحي، وزادت مراسلة الإعفاء على أن هناك وجودا لحالات إصابة بفيروس كورونا بالثانوية، التي يديرها...

واللافت، وفي حالة مثيرة للانتباه، أن الردود الفايسبوكية كانت فورية وقبل ردود النقابات، إذ انطلقت مئات التعليقات على الفضاء الأزرق، تكذب ما جاء في بلاغ الإعفاء من ادعاءات، وتُعدّد مناقب المدير وحسن تسييره للثانوية لأكثر من عقد من الزمن، وأجمعت التعليقات على أن الثانوية الإعدادية وادي الذهب، في عهد مديرها عبد الفتاح بوسخان، عرفت نقلة نوعية، سواء من خلال تسييرها أو من خلال مردوديتها ونتائجها، التي بوّأتها المراتب الأولى على صعيد الإقليم...

وانطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السخرية من تضمين مراسلة المدير الإقليمي عامِلَ وجودِ مصابين بكورونا في الثانوية الإعدادية، وتساءلوا كيف للمدير أن يعرف، وسخر آخرون بالقول إن المدير يلزمه توظيف مختصين ليطوفوا على التلاميذ والأساتذة في الأقسام ليخضعوهم للتحاليل المخبرية، وبلغت السخرية أوجها عندما تساءل أغلب المعلقين: إذا كان المدير الإقليمي يعلم بوجود مصابين بكورونا في الثانوية، لماذا لم يعمل على إغلاقها، حتى لا تشكل بؤرة؟ أليس تركها مفتوحة إلى اليوم يشكل خطورة، وجريمة في نفس الوقت؟ وأن المدير الإقليمي هو الذي يجب أن يُحاسب في هذه الحالة؟

وفيما "انتفاضة" الفايسبوكيين في آسفي مستمرة، علم موقع "الغد 24" أن نقابات وهيئات مهنية وجمعيات حقوقية ومدنية دخلت على الخط، وكل هيئة شرعت تتحرك بطريقتها، وصلنا منها بيانان من نقابتين تعليميتين، منها النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، التي اعتبرت أن الإعفاء لا يستند إلى أي مبررات واقعية أو منطقية، وأن الحجج، التي سوّغت بها المديرية الإقليمية قرارها، ضعيفة، لاسيما أن المدير لديه من الأدلة المنطقية والملموسة ما يؤكد بطلان قرار الإعفاء، وفقدانه لأبسط معايير المصداقية والنزاهة. واعتبر بيان النقابة ذاتها أن القرار غير قانوني، وأن الاتهامات به تظل اتهامات جزافية غير ذات مصداقية، مما يلزم الإلغاء الفوري لقرار العزل.

البيان الثاني لنقابة الجامعة الوطنية للتعليم - التوجه الديمقراطي، التي اعتبرت قرار إعفاء مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب هو "قرار ارتجالي ولا يستند إلى أي سند قانوني، حيث إنه لم يتم تشكيل لجنة للتقصي عن الخروقات المزعومة من طرف المدير الإقليمي، الذي استغل جائحة كوفيد 19 لتصفية حساباته الضيقة، عبر تهم مجانية، لُفقت بهتانا وكيدا في حق مدير إعدادية واذي الذهب المعروف باستقامته وتفانيه في العمل بشهادة جميع المتدخلين (نقابات، جمعيات، أساتذة...)".

وللإشارة، فإن ردود الأفعال الرافضة والمنددة بهذا القرار التعسفي مازالت متواصلة من مجموعة من رجال ونساء التعليم بالإقليم، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، الذين أجمعوا على تفاني واستقامة هذا المدير، الذي بوّأ الإعدادية، التي يديرها، المراتب الأولى على صعيد الإقليم، وهو ما سنعود إليه في مقال، أو مقالات مقبلة...