الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ثورة الشعب اللبناني انطلقت.. متظاهرون يحتلون وزارة الخارجية ويتلون "البيان 1" ويطالبون بإسقاط النظام

 
في أعقاب احتدام الاشتباكات بين محتجين لبنانيين وقوات الأمن، اقتحم المتظاهرون، اليوم السبت، مبنى وزارة الخارجية اللبنانية في منطقة الأشرفية وسط العاصمة بيروت، فيما جرى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الآخرين، الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر البرلمان اللبناني.
 
وكتب الإعلامي المغربي الزميل عبد الرحيم التوراني تدوينة على حسابه الفايسبوكي، قبل قليل، قال فيها إن العسكريين المتقاعدين يتلون "البيان رقم واحد" من وزارة الخارجية، التي أعلنوها مقرا للثورة. وطالبوا باستقالة الحكومة والبرلمان وإسقاط النظام، مضيفا أن القوات الأمنية شرعت في التفاوض مع محتلي الوزراة لإخلائها، مبرزا أنه في غضون ذلك، بدأ فيه عدد من نواب البرلمان اللبناني تقديم استقالاتهم من مجلس النواب.
 
وتأتي هذه المظاهرات، التي وصفها العديد من الناشطين اللبنانيين بأنها "ثورة 8 آب"، ردا على تفجير مرفأ بيروت، الذي بات حزب الله الموالي لملالي إيران المتهم الرئيسي فيه، والذي خلّف، حسب تقرير لوزارة الصحة اللبنانية، قبل قليل، 158 قتيلا، و6 آلاف مصابا، إضافة إلى 60 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين... كما تأتي احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، التي تسببت فيها حكومة حزب الله...
 
 
 
وكان المتظاهرون قد احتشدوا بأعداد كبيرة في ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط بيروت، منددين بالانفجار المروع الذي تعرضت له العاصمة وعدم اتخاذ إجراءات محاسبة حاسمة حيال المتسببين في وقوع الكارثة، مُحملين الطبقة السياسية اللبنانية المسئولية عن الحادث ومطالبين باستقالة الحكومة.
 
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لسلطات الحكم والطبقة السياسية، متهمين إياهم بـ"الفساد والتسبب في إفلاس لبنان وإفقاره وتعرضه للانهيار"، ويهتفون "إرهابي إرهابي حزب الله إرهابي"، كما نصبوا مشانق للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله...
 
واحتدمت الأوضاع بصورة بالغة في محيط مقر مجلس النواب بساحة النجمة بوسط العاصمة، حيث قام عدد من المتظاهرين بالاشتباك مع القوى الأمنية المكلفة بحماية مقر البرلمان، عبر رشقهم بالحجارة والمواد الصلبة والزجاجات الحارقة من وراء الجدران الفولاذية الفاصلة بين شارع بلدية بيروت ومداخل ساحة النجمة.
 
 
 
كما وقعت مواجهات مع تشكيلات قوات مكافحة الشغب وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) في وسط بيروت، لتتحول شوارع وسط العاصمة إلى ساحة للكر والفر، لاسيما بعد أن ردت القوى الأمنية بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع.
 
 
وأحرق المتظاهرون الإطارات المطاطية، كما أضرموا النيران في أخشاب من الحطام المنتشر في شوارع العاصمة جراء الموجة الانفجارية العنيفة التي ضرب بيروت بسبب الانفجار الهائل الذي وقع في الميناء البحري يوم الثلاثاء الماضي، وحاولوا تسلق الحوائط الأسمنتية والجدران الفولاذية الموضوعة أمام المداخل المؤدية إلى مقر البرلمان.
 
وارتفعت سحب الدخان الأبيض في سماء العاصمة نتيجة الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع من قبل قوات مكافحة الشغب في محاولة لتفريق المتظاهرين...
 
 
ومن جانبها، أصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا قالت فيه "تعرب قيادة الجيش عن تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين، وتفهمها لصعوبة الأوضاع التي يمر بها وطننا.. وتُذكر المحتجين بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، كما أنها تُذكر أيضا أن للجيش شهداء جراء الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت البحري".
 
 
وبدوره، أصدر جهاز قوى الأمن الداخلي بيانا مشابها، أكد فيه أنه يتفهم "الغضب العارم لدى المتظاهرين"، مطالبا منهم في الوقت نفسه ضبط النفس والتعبير بشكل حضاري وسلمي عن مطالبهم، بمنأى عن كل أشكال العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم التعرض لعناصره الذين يقومون بواجبهم نحو الحفاظ على الأمن والنظام العام.