لحظة قرب للملك الراحل الحسن الثاني من الجماهير المغربية بالملعب
عندما زار الحسن الثاني أول منتخب وطني بقيادة بن مبارك في لبنان وشجعهم للفوز على تونس بـ500 درهم
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
بعد سنة من حصول المغرب على استقلاله، وتحديدا في أكتوبر 1957، كان أول منتخب وطني بقيادة الأسطورة العربي بن مبارك ومساعده قاسم القاسمي قد شارك آنذاك في البطولة العربية بلبنان. وكانت هذه المنافسات قد عرفت مشاركة 10 دول عربية، هي العراق والأردن والسودان وتونس وسوريا ومصر والعربية السعودية والمغرب وليبيا ولبنان.
بالنسبة لولي العهد مولاي الحسن الذي سيصبح في ما بعد (الملك الحسن الثاني)، إن مشاركة المغرب ضمن هذه الدول العربية حديثة العهد بالاستقلال، من شأنه أن يروج لفكرة المغرب المستقل، وبالتالي، لم يتردد في استغلال مناسبة عائلية مهمة في لبنان لزيارة المنتخب الوطني وحثه على الذهاب بعيدا في البطولة.
كانت المناسبة آنذاك هي إقامة حفل خطوبة الأمير مولاي عبد الله بلمياء الصلح بلبنان، حيث اغتنم ولي العهد مولاي الحسن الفرصة للتوجه إلى حيث يرابط المنتخب الوطني في بيروت. وحينما وصل مولاي الحسن تحدث إلى المدرب الوطني العربي بن مبارك واللاعبين مطولا حول طبيعة المباريات، قبل أن يشجعهم ويحثهم على الفوز وينصرف لمتابعة المقابلات عن بعد.
وفي إحدى اعترافاته، كشف اللاعب الحسين زاز، وهو واحد من عناصر المنتخب الوطني ممن شاركوا في الألعاب العربية آنذاك، أن الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) زارهم خلال انطلاق هذه البطولة، وتحدث إليهم مطولا وشجعهم كثيرا قبل أن يحثهم على تشريف المغرب. الأكثر من ذلك، يقول اللاعب زاز، بعد هذه الزيارة جاءهم الأمير مولاي عبد الله، وطلب من عناصر الفريق بإلحاح الفوز على المنتخب التونسي، وحينما سألوه عن السبب، أجابهم أن هناك جبهة في تونس تطالب من أجل انفصال موريتانيا عن المغرب.. بعدها وعدهم في حالة الفوز على تونس بمنح كل واحد منهم 500 ليرة لبنانية (حوالي 500 درهم مغربية آنذاك).. ولأن المباراة قد اتخذت طابعا سياسيا، فقد فاز المنتخب المغربي على نظيره التونسي بثلاث أهداف لهدف واحد، ليجد عناصر الفريق "الأمانة موجودة"، 500 درهم لكل لاعب.. هذا التشجيع، وإن كان قد جاء عن طريق الأمير مولاي عبد الله، فإن كثيرين فهموا أنه لم يكن سوى مبعوث من طرف الملك المستقبلي للبلاد، الذي وظف كرة القدم لأغراض سياسية محضة..
وكان المنتخب المغربي وقتها بحسب الدكتور منصف اليازغي، المتخصص في الرياضة، قد تعادل أمام المنتخب العراقي بثلاثة أهداف لمثلهما، وفاز على ليبيا بـ(5-1) ثم فاز على تونس بـ(3-1) ليتصدر المجموعة ويواجه المنتخب السوري في دور النصف.
هذه المباراة بحسب اليازغي شهدت إغراق السوريين للملعب بالمياه، فانتهت المباراة بالتعادل (1-1) وإعلان فوز سوريا بالقرعة، لتلتقي مع تونس في النهائي، والفوز عليها بـ(3-1)، وإحرازها الكأس.