للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
صوفيه بينيه (41 عاما) أول امرأة تنتخب رئيسة للكونفدرالية العامة للشغل (سي جي تي) في فرنسا
إلى الزعماء الأبديين والمطبّلين للقادة الخالدين.. انظروا وابصروا واتعظوا بـCGT
عبد الحق غريب
درس نموذجي في الديمقراطية هذا الذي عرفته الكونفدرالية العامة للشغل (CGT)، أعرق وأكبر نقابة عمالية في فرنسا..
تخيلوا أن CGT، بجميع هياكلها ومناضليها، تعقد مؤتمرها 53 في الموعد المحدد منذ سنة، على مدى 5 أيام من 27 إلى 31 مارس 2023، رغم أنها تخوض وتقود معركة نضالية بطولية كل أسبوع منذ 10 يناير الماضي، تاريخ إعلان الحكومة الفرنسية عن إصلاح التقاعد...
تخيلوا الاجتماعات الماراطونية لقيادة CGT من أجل التنسيق مع النقابات الأخرى والتعبئة وتنظيم الاحتجاجات والإضرابات المتتالية كل أسبوع (10 أسابيع على التوالي)، وفي الوقت نفسه يجتمعون ويُعدّون لعقد مؤتمرهم من أجل انتخاب قيادة جديدة...
لا مجال عندهم لأي تبرير لتأجيل تاريخ المؤتمر، لأن الديمقراطية والتداول على القيادة خط أحمر... التبريرات لذبح الديمقراطية من اختصاص وخصوصية النقابات والأحزاب عندنا... ذبح الديمقراطية يجري في عروق الزعماء بتواطؤ مع مناضليهم... للأسف.
رغم الحضور المتميّز والعطاء المشرف لفيليب مارتينيز، الأمين العام لـCGT، فلا أحد من مناضلي النقابة طالب أو اقترح التأجيل والتشبث بالقائد إلى ما بعد الاحتجاجات والإضرابات، بحجة حساسية ودقة المرحلة ومصلحة الطبقة العاملة ووو... فيليب مارتينيز نقابي/يساري يحترم قواعد الديمقراطية، وفي تنظيمه لا يوجد العيّاشة أو المتملقون للقائد...
في 3 فبراير 2015، انتُخب فيليب مارتينيز أمينًا عامًا لـ CGT... وفي ماي 2022، أعلن عن قرار التنحي عن منصبه في المؤتمر القادم المزمع عقده في مارس 2023..
مَنْ وَعد وفى... يوم الجمعة 31 مارس الماضي، تم انتخاب صوفي بينيه (41 عاما)، وهي أول امرأة تُنتخب رئيسة لنقابة الكونفدرالية العامة للشغل في فرنسا منذ تأسيسها في 1895... لقد انعقد المؤتمر، وانتُخبت قيادة جديدة، في عز أزمة إصلاح التقاعد... فهمتوا شي حاجة؟!
أيها الجالسون على الكراسي مدى الحياة أو أقل والمطبّلون لهم، ألا تخجلون؟!
