بعد التهديد الجزائري.. إسبانيا تشرع في إمداد المغرب بالغاز وتؤكد التزامها مع جارها في الطاقة
الكاتب :
"الغد 24"
أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، أن بلادها متلزمة مع المغرب ببناء تحالفات وشراكات في جميع المجالات، بما في ذلك الطاقة.
وقالت رودريغيز، التي حلت ضيفة، يوم أمس الخميس 28 أبريل 2022، على برنامج "هورا 25" على إذاعة "كادينا سير"، إنه "يجمعنا التزام مع المغرب، البلد الجار الذي يجسد العديد من الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، والذي يتعين أن نقيم معه تحالفات، وسنشتغل بمعيته أيضا على الطاقة".
وأشارت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إلى أن "المغرب يعد شريكا وجارا ينبغي أن ننسج معه علاقات جيدة"، مضيفة أن البلدين يتقاسمان مصالح مهمة.
وأضافت رودريغيز "لدينا مصالح مهمة ذات امتدادات في المجالات البحرية، التجارية والحدودية. علينا الدفاع عن مصالح إسبانيا في مجملها".
وفي معرض ردها على سؤال حول موقف إسبانيا الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" من أجل تسوية النزاع حول الصحراء، أكدت رودريغيز، وهي أيضا وزيرة السياسة الترابية، أن "علينا العمل من أجل حل سياسي مقبول من جميع الأطراف قصد تسوية نزاع يمتد على مدى 40 عاما".
وخلصت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إلى القول "ليس بوسعنا إدارة الظهر والانتظار على مدى 40 عاما".
وكانت الجزائر حذّرت إسبانيا بأنها ستقوم بفسخ التعاقد معها في ما يتعلق بإرسال الغاز، إذا قامت بإعادة توجيه الغاز الجزائري لأي وجهة غير منصوص عليها في العقد بين البلدين.
وجاء التحذير بعد تلقّي وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، بريداً إلكترونياً من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا تبلّغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، والشروع بتنفيذ القرار في غضون أيام.
وبعد ساعات من هذا التهديد الأرعن، أعلنت إسبانيا أنها شرعت في تصدير الغاز إلى المغرب. وقالت الحكومة الإسبانية إن "الغاز الذي سترسله إلى المغرب لن يأتي من الجزائر".
وقررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب، أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، والذي أصبح، بحكم مقتضيات العقد، مملوكا للمغرب، الذي يوجد، في حالة استعداد كامل، لشراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية، وتسليمه إلى إسبانيا، حيث يتم إعادة تحويله إلى غاز، قبل نقله إلى المغرب عبر الأنبوب.
وأوضحت وزارة التحول البيئي الإسبانية، في بيان، أن "الغاز الذي سيحصل عليه المغرب ليس من أصل جزائري"، مضيفة أن "تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة".
وعلى الرغم من تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري، إلا أن ما يقرب من ربع الغاز الذي تستورده كان من هذا البلد في الربع الأول من العام الجاري، حيث شرعت مدريد في توسيع وارداتها من الغاز من أطراف أخرى، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية...
والظاهر، بعد هذا الموقف الإسباني، أن كابرانات الجزائر سينتابهم السعار، ففي أي باب يطرقونه سعيا للتضييق على المغرب ينقلب عليهم، ويصبح ضدهم، مما دعا عددا من نشطاء الحراك الشعبي الجزائري إلى السخرية من عصابة العسكر الحاكمة في الجزائر، وأصبحوا يتندّرون عليهم وينتظرون "إيمتى غيحماقوا ويبداوا يلوحوا حوايجهم وتبّون غيخرج يشرب الويسكي ويتناول الكوكايين والجنرال السعيد شنقريحة غيبدا يدور ويبول في حوايجو"!!!