جلسة سمر مع الروائي المغربي الكبير عبد الكريم جويطي في "ثورة الأيام الأربعة" في تمارة
الكاتب :
"الغد 24"
مصطفى لمودن
كانت جلسة أدبية وفكرية مفيدة، تلك التي كان محورها الروائي المتميز عبد الكريم جويطي وسيّرها ذ. يوسف توفيق بمدينة تمارة، مساء يوم السبت 6 نونبر 2021، وبتنظيم من المقهى الثقافي بتمارة، وفعلا تحول المقهى إلى دار للندوة مكتظة بالمتابعين على امتداد ساعتين.
كان الموضوع يدور حول آخر رواية لجويطي الموسومة بـ"ثورة الأيام الأربعة"، ولكن الحوار امتد وتوسّع ليشمل قضايا روائية وفكرية وتاريخية كثيرة. ولعل الفضل في متابعة هذا الحوار يعود لنقله على الفايسبوك، بل إنه مازال معروضا أمام الجميع، وهذا المَخرج يغنينا عن أي شكل تعتيمي من القنوات التلفزية العمومية، حتى أن الجميع من الحاضرين يتدخلون على سجيتهم بالنسبة لمن يرغب في ذلك..
مما لفت انتباهي، قول الكاتب جويطي إنه على الكتاب الشباب المغاربة اعتماد رواية أمريكا اللاتينية كمرجع، وليس الرواية الفرنسية أو الألمانية، لأن الفرنسية تتحدث عن المدينة، ونحن لم نتوفر بعد على المدينة، والألمانية عما هو فكري.. أما رواية أمريكا اللاتينية فتتحدث عن مجتمع يشبه أوضاعنا، وذكر أمثلة عديدة، ودعا إلى قراءتها بلغتها لأن الترجمات تكون عادة غير مناسبة.
وقال إن روايته "ثورة الأيام الأربعة" التي تعتمد في خلفيتها على أحداث/ ثورة مسلحة وقعت في المغرب سنة 1973، هي فقط إحدى رباعياته التي سينشرها تباعا، والتي قد تصل إلى 2000 صفحة، وهو مشروع العمر كما قال. وحول الحافز على كتابته هذا النوع من الرواية، ذكر أنه عايش تلك الأحداث وهو طفل، بل إنه يعرف معرفة شخصية بعض المشاركين فيها، وشاهد عمليات إلقاء القبض عليهم...
ومعلوم أن جويطي يكتب في رواياته عن بني ملال وتادلة.
ويشير جويطي، هنا، إلى أحداث خنيفرة مولاي بوعزة في 3 مارس 1973، أو ما سمي بـ"الثورة المنسية"، وكان قائداها محمد بنونة وعمر دهكون، حيث جرى إحباطها بعنف شديد، وصدرت أحكام الإعدام على المعتقلين ونُفذ في بعضهم حكم الإعدام يوم عيد الأضحى، في الفاتح من نونبر 1973 بالسجن المركزي بالقنيطرة.
وردا عن سؤال من أحد المتدخلين، نبّه إلى ما كتبه جويطي في آخر روايته، حيث جاء فيها أن المغرب افتقد (أو يفتقد) لمفكرين مثل روسو ومونتسكيو.. قال الكاتب إن ذلك صحيح، مشيرا إلى أن أي "ثورة" تحتاج إلى الفكر، وتحدث عن مفهوم "الثورة" التي هي، حسب جويطي، ليست مقصورة على حمل السلاح والتقاتل، ولكن يمكن الحديث عن ثورة فكرية أو صناعية إلخ.
وحول المقروئية في المغرب، قال جويطي إن الناس تقرأ، وأشاد بمجهود الجمعيات التي تشجع على القراءة، وخاصة التي تسيرها نساء، وقال إن المجتمع يعرف تحولا تكون فيه للمرأة مكانة متميزة. وأعطى مثلا بنفاذ 3000 نسخة طبعت من آخر روايته خلال أيام معدودة، وفقط بين الرباط والدارالبيضاء، وأن الناشر سيطبع نسخا أخرى.
قال كذلك إنه يكتب الرواية للمغاربة، وليس لجهة أخرى، وقد رفض مرة أن يضع إحالات في إحدى رواياته كما طلب منه ذلك مشرقي.
وبعد تدخل ذ. سعيد يقطين، الذي أشاد بإبداعية الروائي عبد الكريم جويطي، وكيف أنه يستعمل التاريخ بشكل إيجابي في رواياته، ذكر جويطي معلومة قال إنه لأول مرة يثيرها، وهي أنه لما تقدم إلى ذ. محمد برادة كي يشرف له على رسالة في الدراسات المعمقة حول موضوع "السخرية في الرواية المغاربية"، طلب منه المشرف أن يتخلى عن هذا البحث، ليتفرغ لكتابة الرواية، وكان قد قرأ إحدى روايات الكاتب فأعجب بها، وأضاف برادة، حسب جويطي، أن هناك فراغا في كتابة الرواية...