أولاد عبد الواحد.. البيجيدي والبام يتحالفان فبأي آلاء ربكما تكذبان!
الكاتب :
"الغد 24"
مصطفى لمودن
مؤكد أن تحالفا مرتقبا بين حزبي "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة" يثير أكثر من تساؤل لدى الرأي العام، خاصة أمام ما تراكم سابقا من "خصومة" بين الطرفين، وصلت إلى "العداوة" وتبادل التهم والشتائم...
قد يكون "التحالف" قبل الانتخابات والإعلان عن ذلك أمام المواطنين ميزة حسنة! لكن ما المستجد لينسى المتخاصمون معاركهم الدونكيشوتية؟
هل فعلا كان الحزبان على غير وئام أم إن الأمر مجرد مسرحية وتبادل للأدوار؟
أما التساؤلات الآنية، فيمكن إجمالها في ما يلي:
- هل استشعر حزب العدالة والتنمية خطورة ما، وأصبح محتاجا لمن يغطي ظهره؟
ووجدها في حزب يُنعت بالمخزني بصيغة فبرايرية أو الإداري بصيغة رصاصية؟
- هل أحس حزب العدالة والتنمية بقرب سقطته الانتخابية المدوية، وبالتالي تأكد له استحالة العودة للحكومة من موقع "أغلبية"، وبالتالي سيحتاج إلى حليف يدعمه، أو على الأقل يساعد على التفاوض مع آخرين لتشكيل أغلبية؟
- هل يريد حزب العدالة والتنمية بعث "رسائل" لعدة أطراف داخلية وخارجية، تفيد أنه "حزب عادٍ" رغم مرجعيته الدينية، وهو مستعد في مجال السياسة للتحالف حتى مع "الشيطان"؟
وفي هذا الشأن، يعرف زعماء الحزب أن أي تحالف كيفما كان، لن يثير أي رد فعل سلبي داخل الحزب، حيث هناك "تربية" معتمدة تقوم على الولاء والاستجابة المطلقين.. وليس كما يقع عند اليساريين..
لكن، ماذا عن الطرف الثاني؟
- قد تكون هناك جهة ما دفعت "البام" لهذه الخطوة العجيبة والمفاجئة وغير المنتظرة لتطويع الحزب "الإسلامي" وإدخاله الصف بصفة نهائية، ومواجهة بعض الجيوب التي ما تزال متعلقة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
- هل يرى "البام" ان حظوظه ضئيلة لاحتلال مركز متقدم في الانتخابات القادمة، خاصة مع ارتفاع منسوب "الحظوة" التي أصبح يتوفر عليها الحزب الآخر الشبيه، وأقصد به حزب "التجمع الوطني للاحرار" الذي يريد أن يكون ممثلا لمصلحة رجال ونساء الأعمال والاستئثار بهم!
- ألا يرى "البام" أن لجوءه لهذه الخطوة ستجلب عليه نقمة الناخبين؟
وبالتالي قد يخرج "البام" خاوي الوفاض إذا لم يتحالف مع حزب منظم، أعضاؤه منضبطون وقد يتكلفون على الأقل بتمثيل المترشحين في آلاف مكاتب التصويت.
لكن الصريح مما وقع من تحالف، أن مفهوم "الحزب" كما هو متعارف عليه في الديمقراطيات العريقة، قد تمّ الدوس عليه بسهولة، وتحوّلت جل هذه الأحزاب إلى خدمة فكرة الدولة العميقة (النموذج التنموي...)، عوض ابتداع الحلول والرؤى والتباري حولها أمام الناخبين، وهذا ما يجعل عددا من المواطنين يقولون إنه لا جديد بعد أي انتخابات وأن "أولاد عبد الواحد كلهم واحد"!
هل فكر الحزبان، وهما يُقْدمان على تحالف غريب، في مصداقيتهما معا، التي لا يكفّان عن الحديث عنها في كل وقت ومكان؟