الوزير الوصي يعد المتوّجين بالذهب في أولمبياد طوكيو بمنحة لا تقل عن 200 مليون!
الكاتب :
"الغد 24"
مصطفى لمودن
هل سينجح التحفيز (الانتحاري) الذي وعدت به وزارة الشباب والرياضة (والثقافة) الرياضيين المغاربة، الذين يشاركون في "أولمبياد طوكيو 2021" في تحصيل الميداليات الذهبية؟
فقد وعدت هذه الوزارة، التي تدّعي الفقر، كل متوّج(ة) بالذهب بمنحة لا تقل عن 200 مليون!
وهو ما نتمناه من موقع المواطنة.. أن يرفرف علم المغرب في سماء بلد الساموراي.
التساؤل المشروع:
إذا كانت للوزارة كل هذه الأموال، على افتراض أن جميع المشاركين المغاربة سيحصلون على ميدالية! وأن المنح متوفرة تمت المصادقة عليها، وهي في انتظار مستحقيها.. وإذا لم يحدث ذلك (وهو ما لا نتمناه)، فإن الأموال المرصودة تعود للخزينة أو تصرف حسب مقرر قانوني في محل آخر...
فلماذا لم تصرف في التجهيز والإعداد والتأطير؟.. وبعد ذلك تكون المنحة مستحقة للفائزين وقد تم تهييئهم وانتخابهم من ضمن أعداد هائلة.. وليس دفع هؤلاء للميدان (الحرب) مع وعد ضخم (ذي صبغة انتحارية)، يسمح للفائز(ة) بتحصيل "ثروة" حسب تقدير مزاليط البلد، تكفي لاقتناء منزل من طابقين في مدينة متوسطة.
إن تحصيل الميداليات في أي مسابقة دولية، يكون تتويجا لمجهود ضخم على الأرض في مجال الرياضة بأنواعها، يتطلب ذلك سياسة رياضية قويمة، تبدأ من المدرسة والحي، وتنتهي بالجامعة، كما هو الشأن في أمريكا والصين وغيرهما..
يقتضي ذلك تحويل التربية البدنية إلى الرياضة البدنية حسب الممكن في كل مؤسسة تعليمية تتوفر على التجهيز والأطر والرعاية...
وجعل المنجز الرياضي من حصيلة التقويم في جميع أسلاك التعليم بما فيه الجامعي.
وطبعا لا يمكن أن تتقدم الرياضة وتظهر كجزيرة مزدهرة معزولة في محيط من التخلف.. الرياضة جزء من مظاهر تقدم الدول وتنظيمها ورعايتها للإنسان في مجال التربية والرياضة والصحة والبيئة.
عبر تاريخ المشاركات، منذ 1960، (عدا دورة واحدة)، حصل المغرب على 6 ذهبيات في ألعاب القوى من أصل 23 ميدالية. وهي حصيلة ضعيفة جدا.
لنقارن ذلك بما حققه أمريكي واحد هو السباح مايكل فليبس بما مجموعه 18 ذهبية من 22 ميدالية خلال مشواره الرياضي..
يبدو لي أن الوزير الوصي يفتل "شاربه الوهمي" وهو يتابع الألعاب من مكتبه، وكل مرة يربت شامتا على سُرة النقود الموضوعة أمامه.
إشارة أخيرة لا علاقة لها بالسابق:
1- هنيئا للسباح التونسي أحمد أيوب حنفاوي بذهبيته.
2- هل تظن أن مواطنا يابانيا يمكن أن يُلقي في الشارع بورقة كانت تلف حلوى شرع يمصها؟