قضاة جطو يرصدون العديد من أوجه القصور لدى المنتزهات الوطنية ويسجلون فشلا كبيرا في التدبير
الكاتب :
"الغد 24"
رصد المجلس الأعلى للحسابات، في أحدث تقرير له، العديد من أوجه القصور في إحداث وإدارة المنتزهات الوطنية، وسجل فشلا كبيرا في تدبير المنتزهات، ما أعاقها عن تحقيق الأهداف، التي أُنشئت من أجلها...
وقال قضاة جطو، في بلاغ حول تقرير لمجلس الحسابات حول تقييم تدبير المنتزهات الوطنية، إنه بالنظر إلى المساحات، التي تشملها المناطق المحمية بالمغرب، فإن "بلادنا تبقى بعيدة عن تحقيق الأهداف الدولية المسطرة في المخطط الاستراتيجي للتنوع البيولوجي 2011-2020"، الذي تم اعتمدته أطراف اتفاقية التنوع البيولوجي خلال أكتوبر 2010 في "آيشي" في اليابان، والتي تصبو إلى بلوغ مساحة المناطق المحمية نسبتي 17 في المائة و10 في المائة، على التوالي، من إجمالي مساحة المناطق البرية والبحرية للبلاد.
وأوضح المجلس، في هذا الصدد، أنه، من الناحية القانونية، فإن المسار التشريعي، الذي يؤطر المنتزهات الوطنية بطيء وغير مكتمل، لافتا إلى أن أول نص تشريعي يتعلق بالمناطق المحمية يعود إلى سنة 1934، مع صدور الظهير الشريف المتعلق بالمنتزهات الوطنية، مبرزا أن العمل بهذا النص القانوني ظل مستمرا إلى سنة 2010، التي صدر فيها القانون رقم 22.07 المتعلق بالمناطق المحمية، غير أن المرسوم التطبيقي لهذا القانون لم ير النور إلى حدود اليوم، مما يعرقل تطبيقه على أرض الواقع، خصوصا أن الوضعية العقارية للأراضي، التي تحتضن المنتزهات الوطنية، تحد من عمليات المحافظة على الموارد الطبيعية داخل غالبية المنتزهات الوطنية، علما أن القانون المذكور يفتح الباب أمام ممارسة حق الانتفاع بالأراضي الواقعة داخل المنتزهات الوطنية، الشيء الذي خلّف عواقب وخيمة على المنتزهات وعلى تنوعها البيولوجي، وقدم قضاة جطو نموذجا لذلك بالمنتزه الوطني لإفران، الذي يفعل به المزارعون، الذين يمتلكون أراضي داخل المنتزه، ما يريدون، من حفر الآبار، والري بالتنقيط، وزراعة الأشجار، وما إلى ذلك...
والأسوأ هي ما رصده قضاة جطو، في تقريرهم، وهي أن السؤولين عن تدبير النتزهات الوطنية لم يسجلوا أي منتزه على مستوى التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من أجل تثمينها على الصعيد الدولي، رغم توفر المغرب على 11 منتزها وطنيا، يتراوح تاريخ إحداثها ابتداء من سنة 1924 وآخرها سنة 2008، وهي منتزهات: توبقال وتازكا (تازة) وسوس ماسة وإيريقي (زاكورة وطاطا)، وتلسمطان (شفشاون)، والحسيمة وإفران والأطلس الكبير الشرقي (ميدلت)، وخنيفيس (طرفاية) ونتزهات خنيفرة والداخلة...