للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
بيان الغاضبين.. عمل موحد أم عمل تخريب وتهميش وتناحر حول موقع الزعامة واقتسام الوزيعة!
إبراهيم كزوزي
غريب "بيان الغاضبين" هو كونه ينطلق من أرضية الأفق الجديد، التي حصلت على 80 في المائة من أصوات المؤتمرين كأرضية، يذكرنا بما أقرته، رغم كونه بتقديمه أرضية أخرى يكون قد أعلن تنصله المطلق من الأرضية، التي بها بلغ المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد.
غريب الجماعة هو خروجهم من المساندين للأرضية التي يستمرون في الاعتماد عليها رغم تقديمهم لأرضية جديدة متناسين أنهم جزء من الذين صوتوا على أرضية الأفق الجديد وفازوا بمقعد في المجلس الوطني بهذه الأرضية مما يفقدهم مقعدهم يتقديمهم ''أرضية اليسار الوحدوي''.
باعتمادهم أرضية جديدة، هل ما زالوا مناضلين في الحزب، وما زال لهم الحق في المطالبة بما تنص عليه الأرضية التي بها بلغوا المجلس الوطني؟
بخروجهم من الأرضية يكوّنون تيارا ينبغي عرضه على المؤتمر، الذي هو وحده الذي يمكن قبول الاعتراف به كتيار أو رفضه، وعلى المنتمين لهذا التيار أن يترشحوا لمجلس وطني آخر غير القائم حاليا الذي فقدوا أهليتهم فيه بإعلانهم تيارا وورقة غير التي كانوا يمثلونها...
كل ما جاء في البيان هو تثمين وإشادة بما يسمونه ''العمل الوحدوي" الذي لا وحدانية فيه إلا كونه يتم في هيئة إن وجدت لا يستمع فيها البعض للبعض ولا يلزم فيها أحد لغيره. التساكن حتى إن وقع لا يمكن اعتباره عملا وحدويا.
يشكو البيان من التنصل من البرنامج التعاقدي دون أن ينتبه إلى كون هذا البرنامج أصبح هو الذي يقيد الحزب ويتحكم فيه عكس ما كان ينبغي أن يقع.
حينما يصبح البرنامج التعاقدي هو الذي يحكم الحزب ألا ينبغي حفاظا على الحزب نفسه التراجع عن ذلك البرنامج، ثم هل في الواقع عمل موحد أم عمل تخريب وتهميش البعض للبعض والتناحر حول موقع الزعامة واقتسام الوزيعة بين الباقين بناء على أوهام الجماهيرية والنفوذ في المجتمع؟
حديث البيان عن المطلق المثالي يدل على أن الموقعين عليه يقبعون في أبراجهم ولا علم لهم بما يقع في الفروع. حيث يستنزل وجود ممثلي أحد الهيئات في لحظات الانتخابات ويغيب من ساحة النضال ومن تقديم ما يستلزمه الانتماء للهيئة المشتركة من جهد ومال. الاستنزال وإنزال كل هيئة لمن يدعي الانتماء لها خلّط النزهاء بكل العناصر الانتهازية المتربصة بالفرص فقط والهادفة إلى احتلال المواقع باسم هيئة، وهو قد يكون مطرودا من هيئة أخرى كما يحدث في فاس، مثلا، حيث أحد المطرودين من الحزب الاشتراكي الموحد لكونه باع فرع الحزب للبام يدخل الفدرالية من ثقب جنب النافذة، ليتزعم المكتب المحلي للفدرالية ليسوق الجميع!
يتحدث البيان عن المكتسبات التي اكتسبناها من العمل الوحدوي دون أن يقدم ولو مثالا واحدا مما يعني ربما أن المكتسبات التي يتم الحديث عنها هو حصول البعض على منصب متقدم في النقابة كريع وجزاء على ما يقوم به من تشتيت في الحزب بتطاوله على كل المهام!
يتباكي البيان على فقد المسار الوحدوي ويتناسى أن ما يرتكب بمبرر هذا المسار هو محاولة لقتل الحزب نفسه، وتعطيل لكل إمكانياته في الصراع حول كيف ومتى الاندماج الذي لن يكون قط اندماجا، ويكفي استحضار ما يقع ليتبين أن مكونات الحزب نفسه لم تندمج في بعضها رغم مرور العمل المشترك قرابة 20 سنة، كما كان كل فريق يشترط حصوله على حصة الكوطا في الأجهزة قبل حتى قبول الورقة المقدمة للمؤتمر...
نظام الكوطات ومحاولات بعض الفئات توسيع مجال نفوذها لتتزعم الحزب المندمج الصغير الذي تعتبره باب ولوج الحزب الكبير، وذلك بالاعتماد والتركيز على نقابة تتراجع وتفقد جماهريتها سنة بعد أخرى، هو تعبير صريح عن افتقاد البصيرة والنظرة المستقبلية والقدرة على التحليل الصحيح...
التمحور حول النقابة هو أصلا الخروج من السياسة والدخول في الخبزية الفردية وتجاوز للعمل الفكري والنضالي بمنطق الكولسة والتحايل. التمسك بالنقابة هو في حد ذاته إقصاء لكل المنقبين في نقابات أخرى وتجاهل لفعاليات حقيقية تعمل خارج إطار نقابة الزعيم المحتضر ونائبه البركنسوني اللسان والمبادئ الحياة عامة.
يخلص البيان إلى تذكير الموقعين عليه بما سيقومون به من نشاط لتحريك الفروع، وهنا أذكرهم بدوري أن لهم كامل الحق شريطة أن يكون ذلك فعليا ويترجم حقيقة الأمور دون إسقاط مواقف على فروع وقلب الحقائق مثلما وقع في عدة محطات مثل قطاع الشباب وفي تشكيل تنظيمات التحالف...
الممارسة النقابوية لا يمكن أن تحل محل العمل الشفاف والواضح من أجل أهداف واضحة المعالم تهم الوطن بكليته وتتجاوز أهواء وأهداف الأفراد والجماعات السوسيومهنية.
على الجميع أن يحذر من Activisme النقابوي الذي لا يفيد لا الأفراد ولا الجماعات السوسيومهنية بقدر ما يفيد فقط في الصراع بين التنظيمات النقابية نفسها...
