رصاص حي في وجه صدور المتظاهرين الأطفال والشباب والنساء والرجال والشيوخ
20 يونيو.. يوم الدم في سنوات الرصاص.. يوم ضحايا كوميرة
الكاتب :
"الغد 24"
محمد الخدادي
الأطفال المغاربة الذين ولدوا يوم السبت 20 يونيو 1981، صاروا الآن نساء ورجالا في سن 40 عاما (2021)، ولا شك أن هذا التاريخ لا يعني بالنسبة لعدد كبير منهم إلا عيد ميلادهم الشخصي.
أما في الذاكرة الاجتماعية والسياسية، فهو يوم دامٍ آخر في متوالية "سنوات الرصاص"، نزلت فيه دبابات الجيش إلى شوارع مدينة الدارالبيضاء لمواجهة احتجاج جماهيري، خلال إضراب عام دعت إليه المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ولم تكن مرت بعد على تأسيسها ثلاث سنوات كاملة (26 نونبر 1978).
فتح ذلك اليوم جرحا جديدا في الذاكرة المغربية، بعدما اخترق رصاص الجيش والشرطة صدور عدد كبير من الضحايا، كثيرون مهم سقطوا عشوائيا فقط لأنهم وُجدوا في مرمى البنادق، وآخرون ماتوا اختناقا في مركز احتجاز، ودفنوا سرا في حفرة جماعية في مقر الوقاية المدنية بالدارالبيضاء، ولم يكشف عن رفاتهم إلا منذ بضع سنوات. (هيئة الإنصاف والمصالحة مرت من هنا!).
اما وزير الداخلية الراحل إدريس البصري، فسمى ضحايا تلك المجزرة من داخل البرلمان "شهداء الكوميرة"، من باب التهكم على إضراب عام احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، في سياق سياسة التقشف المترتبة عن "برنامج التقويم الهيكلي"، الذي فرضته المؤسسات المالية الدولية...
حتى لا يتكرر ما جرى... ولو أن واقع الحال يحبل بالكثير من عناصر الشبه بين يوم المغاربة هذا وذلك الأمس البعيد.