خرجة بوديموس ضد المغرب.. خليط ظرفي من الفاشلين والحالمين مسكون بالإرث الاستعماري العتيق
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
أي نوع من اليسار هذا الذي يؤجج العداء لبلد جار ولشعب دفاعا عن تكوين قبلي راسخ في التخلف؟
أي يسار هذا الذي يؤجج العنصرية المقيتة ضد المغاربة؟
بوديموس كانت رد فعل على أزمة وبقيت كذلك، فاقدة لأفق يجعلها تتجاوز لحظة أفرزتها، ولذلك انتهى بها الأمر إلى هزيمة انتخابية مؤخرا ليتبين لزعيمها، الذي قرر الاعتزال، أنها كانت تعبيرا عن مزاج عام في لحظة ولا تمتلك القدرة، المفروض توفرها لدى قوة سياسية، على الاستمرار والعمل في الزمن الطويل، زمن التدافع السياسي، فالفقاعات تنفجر بسرعة.
ويتبين أن بوديموس، التي جمعت خليطا من الفاشلين والحالمين معا، تجد نفسها تنجر إلى مستنقعات نتنة باقترابها من اليمين المتطرف المعادي للأجنبي والعنصري، وذلك بإشهارها العداء لحقوق المغرب، وبالتالي للشعب المغربي وحقوقه، بتطرف زائد لا يكاد يخفي حقيقة لاوعي مسكون بالإرث الاستعماري العتيق والنزعات التي جعلت إسبانيا لا تعترف بآدمية الهنود الحمر وتخوض حروب إبادة واحتلال، ومن بينها حروبها المتوالية ضد المغرب والمغاربة التي ارتكبت خلالها جرائم فضيعة.
بوديموس التي بلغ بها التهور والحمق حد دعم الانفصال بإسبانيا وبالتالي تشتيت وحدة بلدها، من منطلقات إيديولوجية بئيسة لا علاقة لها بفكر لينين الذي قال في زمنه إن فصل أوكرانيا عن روسيا معناه قطع رأس بلده، ومن منطلق نفس التهور والحمق، وأيضا من منطلق السعي للتغطية على الفشل الداخلي وفقدان الشعبية المفتوحين على نهاية الفقاعة، جعلت من العداء لوحدتنا الترابية وللشعب المغربي قضيتها الاولى ودخلت في عملية تحريض ضد المغاربة لا تختلف في شيء عن العملية التي يقوم بها حزب فوكس الفاشستي، إذ إن نتيجة استعمال ورقة الانفصاليين الصحراويين ضد المغاربة، بمن فيهم الصحراويون الوحدويون الذين يطالبون بالعدل والإنصاف ومحاكمة المجرمين أمام القضاء الإسباني، تكون هي تأجيج العنصرية والسير في طريق نهايته معروفة...
نحن أمام ظاهرة سرعان ما سيتبين انحرافها عن كل ما يمت لليسار وقيمه بصلة وابتعادها عن الطريق الذي تشير اليه بوصلة يسارية.
الوقوف ضد حق الشعب المغربي في تعزيز واستكمال وحدته الترابية واستعمال النعرات القبلية والمرتزقة ليس من اليسار في شيء.
إسبانيا يجب أن تتخلى عن مخزون لا وعيها ووعيها الاستعماري، وإلا حصل لها ما حصل عندما جمعت الذهب من مستعمراتها لكنها تخلفت عن ركب الحداثة والتقدم وعاشت في فقر بعد ذلك إلى أن أنقذها منه الاتحاد الأوروبي.