من الآن فصاعدا.. يلزم أن يكون احتلال الأراضي المغربية قضية أولوية للسياستين الداخلية والخارجية
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
أما وقد استغلت إسبانيا احدى آليات البرلمان الأوروبي للإساءة إلى المغرب، بعدما انكشف تآمرها مع جنرالات الجزائر وأذنابهم، فقد بات من الضروري والمستعجل جعل احتلالها للمدينتين المغربيتين سبتة ومليلية والجزر المتوسطية الثمانية قضية أولوية للسياستين الداخلية والخارجية.
ما قامت به مختلف الأطراف الإسبانية في البرلمان الأوروبي، وكذلك تآمرها مع جنرالات الجزائر وأزلامهم، يروم بالدرجة الأولى ممارسة الضغط على المغرب كي يقبل بالاحتلال والخضوع، وبالتالي التراجع عن القرارات السيادية المتخذة سواء لوقف التهريب من المدينتين المغربيتين المحتلتين على طريق إنهاء الاحتلال، أو لرسم حدوده البحرية وفقا لقواعد القانون الدولي للبحار أو غير ذلك...
إنه تحرك استعماري مكشوف رام تكوين حلف أوروبي على شاكلة تحالف إيزابيلا وفرديناند الثاني، الذي طرد العرب والمغاربة من الأندلس، وتحالف شارل قلب الأسد الذي قاد الحروب الصليبية Les Croisades، أو أيضا التحالف الإسباني الفرنسي الذي تشكّل بقيادة الجنرال الفاشي الفرنسي فيليب بيتان ضد ثورة الريف بقيادة محمد بنعبد الكريم الخطابي...
وإذا كان من المؤسف أن عددا من الاشتراكيين والخُضر الأوروبيين قد التحقوا باليمين المتطرف لتشكيل هذا الحلف، فإن هناك أيضا نسبة كبيرة من العقلاء من أطياف مختلفة رفضت الانخراط في منطق استعماري بائد...
من الآن فصاعدا يلزم أن يكون احتلال الأراضي المغربية، التي ترزح تحت نير الاستعمار الإسباني، دائمة الحضور في الواجهة، وفي مختلف الفعاليات، بدون تردد أو تريث، لأننا أصحاب حق، ولسنا مضطرين، إرضاء للأوروبيين أو غيرهم، إلى أن نضمن للاستعمار حراسة الحدود المصطنعة والمفروضة.
وعلى القوميين والإسلاميين بمختلف تلاوينهم أن يظهروا شيئا من الحماس لوطنهم، لأن احتلال الأراضي المغربية لا يختلف عن احتلال فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة. هناك احتلال واستيطان وتهويد، وهنا احتلال واستيطان وأسبنة، بعدما تم اقتلاع السكان الأصليين المغاربة من أرضهم بهمجية، وطمس معالم المدينتين المحتلتين، التي لم يبق منها إلا اسما المدينتين، اللذان لم يستطع الاستعمار تغييرهما، بينما غيّر اسم الجزر التي حوّلها إلى قواعد عسكرية قبالة الشواطئ المغربية المحررة...
لست مع تأبيد الازمة مع الجار الإسباني، لكن حقوقنا في أراضينا المحتلة غير قابلة للمقايضة أو النسيان أو التنازل، والتصرفات الإسبانية تجعلنا اليوم نلحّ على جعلها حاضرة دائما وفي كل المحافل وكل المناسبات الداخلية والدولية، وفي إعلامنا وأنشطتنا السياسية والثقافية وغيرها، مع وضع مشاريع لتنمية شاملة لمحيط المدينتين المحتلتين، وخلق مدينتين بمحاذاتهما أكثر تطورا كما سبق واقترحت (أنظر الرابط)...
مقترح للتفكير ولتحرير المدينتين المحتلتين: بناء سبتة ومليلية جديدتين