للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
سيرة مفكر وشهيدولد فرج فودة في قرية الزرقا بالقرب من مدينة دمياط في 20 غشت 1945، حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي في يونيو 1967. وفي الشهر نفسه، استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة في حرب 5 يونيو 1967، ولم يتم العثور على جثمانه. وشارك فرج فودة في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968، واعتقل لعدة أيام في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أثرت الهزيمة في فودة بشدة، حيث وصف تلك اللحظة بالقول: "خيل لي أن مصر، قد ماتت وانتهت". وقد اعتبرها في كتاباته أحد الأسباب الرئيسية لنمو التيارات الدينية في مصر والعالم العربي، وأرجع الهزيمة إلى الجهل بلغة الحضارة الحديثة.وبالرغم من منهجه الفكري المناقض لسياسات الرئيس عبد الناصر، ورفضه لممارسات التعذيب التي اتسم بها عصره، إلا أنه رفض أن يعزى عنف الجماعات الإسلامية المسلحة إلى التعذيب والقمع اللذين نالاها خلال ذلك العصر. فهو يشدد على أن عنف هذه الجماعات الموجه إلى المدنيين المصريين قد نشأ على يد التنظيم السري لــ"جماعة الإخوان المسلمين" في الأربعينيات قبل عصر عبد الناصر، ودون سابق تعذيب أو قمع، مما جعله يؤمن بأن استخدام العنف نابع من فكر هذه الجماعات في الأساس.كان فودة يخطط للعمل في التدريس الجامعي، غير أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها تلك الفترة، ونمو الجماعات الإسلامية خلال السبعينيات، والذي انتهى باغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 على المستوى الداخلي، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران في 1979 على المستوى الخارجي، خرجت به من مهنة التدريس الجامعي إلى العمل السياسي العام.حمّل فودة السادات المسؤولية عن نمو التيارات الدينية، إذ يشير إلى أن الجماعات الإسلامية في الجامعات قد تكونت على يد مباحث أمن الدولة، لمواجهة الناصريين واليساريين وبتوجيه من السادات.تقبل فودة تضمن دستور 1971 ضمن نصوصه، لأول مرة، أن "مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع"، بدعوى أن أغلب القوانين المدنية مستقاة من أحكام الشريعة الإسلامية. لكنه عارض السادات عند تعديل المادة السابقة بالنص على أن الشريعة الإسلامية هي "المصدر" الرئيسي للتشريع، بإضافة حرفي الألف واللام، وطرحها ضمن استفتاء عام قبل وفاته في عام 1981، ضمن مجموعة من البنود التي على الناخب أن يجيب عليها جملة واحدة بالإيجاب أو النفي. ومنها وقد اعتبر فرج فودة إضافة هذه المادة تمهيداً لقيام الدولة الدينية، المقوضة بالضرورة للدولة المدنية.شارك فودة في تأسيس حزب الوفد الجديد، خاض معركه داخله لمنع تحالف الحزب مع الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في عام 1984، والذي قاده داخل الحزب الشيخ صلاح أبو إسماعيل (1927-1990)، وقد دفعه الأمر إلى الاستقالة من الحزب في 26 يناير 1984.حاول تأسيس حزب سياسي أسماه "المستقبل"، غير أن لجنة شؤون الأحزاب في مجلس الشورى رفضته مرتين، فخاض انتخابات برلمان 1987 مستقلا عن دائرة شبرا، وخسر، وتعرض إبان المعارك الانتخابية إلى حملة استهدفت شخصه وعقيدته، من مثل ادعاء الشيخ صلاح أبو إسماعيل أن فرج فودة قد دعا في كتابه "قبل السقوط" إلى إباحة الزنا طالبا منه أن يأتي له بزوجته وأهله، فإذا فعل فلا كرامة له، وإذا لم يفعل فهو أناني. وهو ما لم يرد عليه فرج فودة. وهاجمته إحدى الصحف القومية بأن برنامجه السياسي يتلخص في "حماية الزناة والسكارى"...شبه فودة خسارته في الانتخابات لدفاعه عن العلمانية، بخسارة أحمد لطفي السيد (1872-1963)، في العشرينيات بسبب دفاعه عن الديمقراطية، مما عد مخالفا للإسلام آنذاك، معتبرا أن "العلمانية ستصبح مقبولة في العالم الإسلامي في المستقبل كما أصبحت الديمقراطية مقبولة".